تتحضر شركة «تيسلا» الأميركية التي يملكها الملياردير إيلون ماسك لبدء التجارب على نظامها للقيادة الذاتية FSD داخل الصين، بعد اقترابها من اجتياز الصعوبات التي أخّرت حصولها على الشهادة المطلوبة من السلطات المحلية. شهادة سيُسمح بموجبها لـ «تيسلا» باستخدام النظام على سيّاراتها في الصّين.وفي نهاية أيار (مايو) الماضي، نقلت وكالة «رويترز» عن ثلاث مصادر داخل الشّركة رفضوا الكشف عن أسمائهم، قولهم إنّ السلطات الصينية تفكّر في فتح الباب «مبدئياً» أمام «تيسلا» في هذا الشأن.
حاولت «تيسلا» إدخال FSD إلى سياراتها في الصّين منذ مدة طويلة، إلا أنّها اصطدمت بمصاعب تقنية أخّرت تطوير عملها في السّوق الأكبر للسّيارات الكهربائيّة في العالم. ويأتي «الانفراج» القانوني على الشركة بعد شهر من زيارة رئيس مجلس إدارتها إيلون ماسك إلى الصّين، استطاع عبرها كسر الجليد عبر إبرام اتفاق تعاون مع شركة Baidu الصينية (تُلقب بـ google الصينية)، تسمح لـ «تيسلا» بالوصول إلى خرائط الطرق والملاحة. والجدير ذكره أنّ الشّركة تعرّضت لتجارب «مريرة» في برنامج القيادة الذاتية، إذ اضطّرت العام الماضي إلى سحب 363 ألف سيارة من الأسواق الأميركية بعد اكتشاف أخطاء أساسيّة في الأنظمة، ما أسفر عن سقوط عشرات الضحايا. ولا تزال أوروبا ترفض تشغيل النظام على أراضيها باعتباره «غير آمن».
وتسعى «تيسلا» إلى الخروج من النتائج السيئة التي تشهدها منذ بداية العام، إذ تراجعت مبيعاتها في الأسواق الصينية بنسبة 7.6 في المئة، وانخفض الطلب على السيارات الكهربائية التابعة لها للمرّة الأولى منذ أربع سنوات. انخفاض دفعها إلى تسريح أكثر من 10 في المئة من عمّالها حول العالم خلال الربع المالي الثاني لهذا العام، بالإضافة إلى خفض الشركة أسعار سيّاراتها في الأسواق العالمية.
وتتنافس «تيسلا» مع عمالقة صناعة السّيارات الكهربائيّة الصّينيّة، فيما يزال FSD ضمن المستوى الثّاني من أنظمة القيادة الذاتية (المستوى الخامس هو قيادة الأنظمة للسيارة من دون تدخّل بشري إطلاقاً). وتبلغ كلفة الاشتراك بنظام FSD حوالى 9 آلاف دولار أميركي، فيما يعرض منافسيها الخدمة مجاناً في سياراتهم ولا سيما Li Auto وXpeng.
وتتفوّق أنظمة «تيسلا» للقيادة الذاتيّة على منافسيها في السّوق الذين يعتمدون على نظام خوارزمي، في حين تتميّز «تيسلا» بنظامها الذي يشبه الشبكة العصبيّة المتكاملة. علماً أنّ الشركة تستخدم نظام ذكاء اصطناعي يُسمى Dojo يدرّب بدوره نظام الـFSD عبر تزويده بملايين الفيديوات من سيارات «تيسلا» حول العالم، وبدورها تحلل الشركة البيانات عبر كومبيوتر خارق، وهو أمر يفتقر إليه منافسوها.