لليوم الخامس على التوالي، تستمرّ على مواقع التواصل المنشورات الغاضبة على الجريمة القذرة التي ارتُكبت بحقّ الطفلة لين طالب في المنية حيث كانت في منزل جدّها لوالدتها. الطفلة التي كانت تبلغ من العمر 6 سنوات عانت قبل وفاتها من صدمة قويّة ونزيف داخلي جرّاء تعرّضها للاغتصاب، وهو ما أكّده الطبيب الذي كشف عليها.وفيما يتوارى الجاني غير معروف الهوية حتى الآن عن الأنظار، لم تعكس التغطية الإعلامية التوقّعات. باستثناء نقل الخبر وبعض الإضاءات هنا وهناك، لم تتصرّف غالبية القنوات كما فعلت سابقًا عند حدوث جرائم قتل معيّنة مثلاً. علماً أنّ الخبر وصل إلى نشرات إخبارية عربية وحتى عالمية، فيما استضافت قناة «الجديد» والد الضحيّة ضمن برنامج «فوق الـ18» الذي تقدّمه الإعلامية رابعة الزيات، وهو ما اعتبره كثيرون غير كافٍ ولا يشفي غليلهم خصوصاً ألّا سبب يسمح لهم بتصديق أيّ أحد، ولا حتى أيّ من والدَي الضحيّة، قبل معرفة حقيقة ما حصل.
الوضع الآنف ذكره استدعى ناشطين وروّاد مواقع التواصل إقامة حملة افتراضية تطالب بكشف ملابسات الجريمة وإنزال أشدّ العقوبات على الجاني. هكذا، كانت الحملة من المرّات النادرة التي يتوحّد فيها اللبنانيّون حول أمر واحد، فتصدّر هاشتاغ #لين_طالب موقع تويتر، وراح المغرّدون ينشرون تحته صوَر الطفلة التي تظهر فيها آثار التعذيب عليها قبل وفاتها، ويتنافسون في «اقتراح» أشدّ عقوبة و«خلق» طرق جديدة لتعذيب المغتصِب تتناسب مع حجم جريمته وبشاعتها. وحاول بعضهم إخراج ما في قدرته من تحليلات عمّا حصل للطفلة الضحيّة، متغاضين عمّا قرأوه في الإعلام إذ إنّهم لا يصدّقون ما قيل بكلّيته.
هناك مَن هاجم الوالد بشدّة، فيما هاجم آخرون الوالدة، لكنّ الغالبية هاجمتهما سويًّا، مع عائلتَيهما. فكلا الوالدَين كانا «تحت النار» بسبب ما رآه الناشطون «تستّراً» على ملابسات الجريمة لأسباب مجتمعية، وزاد من غضبهم الأخبار عن حصول تدخّلات سياسية للفلفة الموضوع كما اعتاد اللبنانيّون أن يحصل بين العشائر، وما اعتبروه تقصير الدولة المتمادي في المحاسبة ولا سيّما بالنظر إلى حجم الجريمة. أمّا عائلتا كلّ من الوالدَين، فتوجّهتا إلى موقع فايسبوك حيث راح أفرادهما يتبادلون التهم في ما بينهم، وكلّ حاول إيجاد نقطة معيّنة يمكن من خلالها استعطاف الجمهور و«ضمّه» إلى صفّه. أيًّا كان، تجب محاسبة كلّ معتدي ومقصّر ومتستّر.