في لقاء جمعه بمجموعة من الشباب أخيراً، اعترف الإعلامي المصري المخضرم محمود سعد أنه لم يتوقّع اكتمال تجربة Sold Out عندما تلقى العرض للمرة الأولى من الجهات المنظمة، كرجل عمل في الصحافة والإعلام لعقود، وتعوّد أن يتابع الجمهور الحوارات وهو جالس في منزله أمام شاشة التلفزيون مُمسكاً بالريموت كونترول. لم يتصوّر سعد أنّ هناك من سيدفع قرابة 15 دولاراً، وينتقل إلى مدينة السادس من أكتوبر في محافظة الجيزة (غرب القاهرة) حيث مسرح «أركان مول» من أجل مشاهدة حوار يجمع بين مذيع وفنان. مع ذلك، وافق سعد على التجربة قبل أن يُفاجأ بالمنظمين يدعونه لأول حوار مع الممثل الكوميدي أكرم حسني. كان ذلك بمثابة «حلقة تجريبية» لم تحظ بالرواج المتوقع، لكن الأمر تغيّر تماماً في الحوار الذي جمعه بالنجمة منى زكي ليكون أول حوار إعلامي تجريه بعد نجاح مسلسلها الأخير «تحت الوصاية»، إذ امتلأ المسرح عن آخره على حد تأكيد سعد، وبات الناس يتساءلون عن النجوم المتوقع استضافتهم حيث تم الإعلان بالفعل عن أسماء إسعاد يونس وأحمد أمين ومدحت صالح. تجربة Sold Out لا تقتصر على حوارات النجوم فقط، بل تضم أيضاً فقرات غنائية وكوميدية. الشريكان في المشروع شركتا «فكر» وTMS كوّنتا توليفة ثلاثية، إذ يتابع الجمهور في البداية عرضاً كوميدياً لمحمد حلمي وعلاء الشيخ، ثم الحوار بين سعد والنجم الضيف، وأخيراً عرضاً غنائياً لمطربين من بينهم أمير عيد وعزيز مرقة، أي أنّ الوجبة متكاملة. وإذا كانت ليلة منى زكي قد بدأت بدون العرض الكوميدي بسبب ضيق الوقت وانتهت بحفلة لمرقة، فما يجب ذكره هنا أن منصة watch it المصرية حصلت على حق العرض الحصري لتلك العروض، لتبثها منفصلة عبر صفحتها الرئيسية، وهو ما أعطى لتلك المنصة ميزةً إضافيةً لتوفير مواد حصرية للجمهور خارج سباق رمضان الذي تنتعش خلاله فقط كل عام، إذ تواجه على مدار باقي الأشهر منافسة شرسة حسمتها بالفعل منصة «شاهد» السعودية، إلى جانب منصات أخرى مثل «فيو» الصينية و«ستارز بلاي» الهندية، ونتفليكس و«ديزني» وغيرهما من المنصات الأميركية.
صحيح أن التجربة ما زالت في بدايتها، لكن الأصداء أكدت أنّ محمود سعد لا يزال رقماً بارزاً في معادلة صناعة الترفيه المصرية. رغم كل التضييقات التي تعرض لها في السنوات الأخيرة، كان سعد قد استقر في قناة «النهار» بعد فترة على ثورة يناير 2011، لكن ظهوره على الهواء مباشرة توقف قبل نحو خمس سنوات. منذ ذلك الحين، اكتفى بالحلقات المسجلة قبل أن يتجه إلى اليوتيوب ويحقق محتواه انتشاراً غير متوقع، لكن ذلك لم يشفع له أمام اليد العليا التي تتحكم بخريطة الميديا المصرية بإعادته إلى برامج الهواء من جديد. رغم تقدمه في العمر، ظلّ سعد يتمتع بجاذبية خاصة، وفي الوقت نفسه يختار فنانين «غير محروقين» إعلامياً، سواء منى زكي أو إسعاد يونس أو أحمد أمين. هؤلاء لا يظهرون كثيراً في حوارات تلفزيونية، بالتالي من المنطقي أن يدفع المئات سعر التذكرة من أجل مشاهدتهم عن قرب والاستماع إليهم في مسار مختلف يجيد محمود سعد رسمه جيداً. يُضاف إلى ما سبق أنّ صناعة الترفيه عبر شاشات التلفزيون تعرّضت لتراجع كبير. بخلاف برنامجي «معكم منى الشاذلي» و«صاحبة السعادة» لإسعاد يونس، ركزت باقي البرامج على نوعية «الهارد توك» من خلال مذيعات لا يمتلكن أي حضور على الشاشة، أو الحوارات الدعائية التي يقدمها عمرو أديب على سبيل المثال، ومعظمها مع نجوم منصة «شاهد» للترويج لأعمالهم ولتناول الطعام على الشاشة بنهم لا يراعي أذواق الجمهور التي عثرت فئة منه على ضالتها في عروض Sold Out وسط توقعات باستنساخ التجربة حال استمرار النجاح بالمستوى نفسه.