أحيت «النقابة الوطنية للصحافيين» في تونس «يوم حرية الصحافة العالمي»، صباح أمس الأربعاء بتنظيم مؤتمر صحافي قدّمت فيه التقرير السنوي حول واقع حرية الصحافة في البلاد.وكانت منظمة «مراسلون بلا حدود» قد نشرت تقريراً وضع تونس في المرتبة الـ 121 بتراجع بـ 27 نقطة عن العام الفائت. تزامن «يوم حرية الصحافة العالمي» مع استمرار اعتقال مدير إذاعة «موزاييك» الخاصة نور الدين بوطار، والتتبعات القضائية ضدّ مدير موقع «بزنس نيوز» نزار البهلول، والصحافية في جريدة «الصباح» اليومية المملوكة للدولة منية العرفاوي، والصحافي في إذاعة «كاب أف أم» الخاصة محمد بوغلاب، وغيرهم.
واتهمت النقابة الرئيس قيس سعيد ورئيسة الحكومة نجلاء بودن ووزيري الداخلية والعدل بـ «معاداة حرية الصحافة».
وأشارت النقابة إلى أنّ الرئيس «تنكّر لتعهّداته باحترام وحماية حرية الصحافة، بل يقود مساراً لنسف مكتسبات التونسيين في حرية التعبير من خلال المرسوم 54، وكذلك من خلال سماحه بالمحاكمات العسكرية على خلفية الرأي والنشر، ومن خلال عدم تصديه لظاهرة الإفلات من العقاب وصمته على سجن الصحافيين/ات وعدم حمايته لحريتهم».
وفي السياق نفسه، اعتبرت النقابة أنّ حكومة نجلاء بودن «صامتة إتصالياً وتواجه النقد الصحافي برفع القضايا ضدّ الصحافيين/ات والناشطين/ات من خلال الاستقواء بالمرسوم 54... فهي تعتمد سياسة إتصالية إقصائية تمييزية، حيث تقتصر تغطية الأنشطة في رئاسة الحكومة على مؤسستي التلفزة التونسية و«وكالة تونس أفريقيا للأنباء»».
وطالبت النقابة بسحب مرسوم 54 الذي اعتبرته «خطيراً على حرية الأعلام واستقلاليته». وجاء في التقرير: «ومن أخطر الفصول التي جاءت في هذا المرسوم ويمثل تهديداً مباشراً لحرية الصحافة الفصل 24 الذي ينص على أنّه يعاقب بالسجن مدة خمسة أعوام وبخطية قدرها 50.000 دينار كل من يتعمد استعمال شبكات وأنظمة معلومات واتّصال لإنتاج أو ترويج أو نشر أو إرسال أو إعداد أخبار أو بيانات أو إشاعات كاذبة أو وثائق مصطنعة أو مزورة أو منسوبة كذباً للغير بهدف الاعتداء على حقوق الغير أو الإضرار بالأمن العام أو الدفاع الوطني أو بث الرعب بين السكان. ويعاقب بنفس العقوبات المقررة بالفقرة الأولى كل من يتعمد استعمال أنظمة معلومات لنشر وإشاعة أخبار أو وثائق مصطنعة أو مزورة أو بيانات تتضمن معطيات شخصية أو نسبة أمور غير حقيقية بهدف التشهير بالغير أو تشويه سمعته أو الإضرار به مادياً أو معنوياً أو التحريض على الاعتداء عليه أو الحثّ على خطاب الكراهية. وتضاعف العقوبات المقررة إذا كان الشخص المستهدف موظفا عموميا أو شبهه».
وكان الرئيس قيس سعيد قد انتقل عشية الاحتفال بـ «يوم حرية الصحافة العالمي» إلى شارع الحبيب بورقيبة، قلب العاصمة النابض، وزار أعرق المكتبات التونسية واقتنى كتاب «فرنكشتاين في تونس» الذي أثار جدلاً في «معرض تونس الدولي للكتاب» قبل أسبوع. وجدّد الرئيس التأكيد أنّ لا مجال لـ «استهداف حرية التعبير أو التضييق على الصحافيين وعلى الرأي المخالف»، في رسالة واضحة لمعارضيه الذين يتهمونه بالتضييق على الحريات.