في بيان أصدرته الأسبوع الماضي، أدانت «الجامعة التونسية لمديري الصحف» ما اعتبرته حملة مغربية تستهدف تونس في وسائل الإعلام. وأسف النصّ «بكل مرارة لما وقع فيه الإعلام المغربي من انزلاقات خطيرة توحي ببرمجة مسبقة لحملة كانت تنتظر أي حادث ــ ولو كان عارضاً ــ ليطلق كمّا غير محدود من التشويه والتشكيك والسباب والشتيمة تجاه تونس وشعبها ورئيسها، غير مقدّر لماضي ولواقع العلاقات القائمة بين الشعبين منذ أمد بعيد وغير آبه بمستقبل جمعي لا مناص من بنائه المشترك رغم ما يعترضه من صعوبات وعراقيل وتضارب مصالح ومحاولات الإجهاض».ونبّهت الهيئة المديرة للجامعة «من مخاطر مثل هذه الانزلاقات وانعكاساتها السيئة على علاقات البلدين والشعبين وخاصة على مستقبل البناء المشترك المنشود وما يمكن أن تثيره من ضغائن وكراهية»، مؤكدة أنّها «لا تقبل بأي حال من الأحوال أن يقع الاعتداء على حرمة الوطن ورموزه تحت أي مسوغ كان وترفض رفضا باتاً أن يقع الإضرار بمصالح تونس الداخلية والخارجية من طرف أي كان».
وفي السياق نفسه، اعتبر المكتب التنفيذي لـ «النقابة الوطنية للصحافيين التونسيين» أنّ هناك حملة ممنهجة تستهدف تونس «تشنها وسائل الإعلام والمواقع المغربية ضد الدولة التونسية إثر الجدل الذي رافق زيارة رئيس جبهة البوليساريو إلى تونس للمشاركة في قمة طوكيو الدولية للتنمية في أفريقيا».
وأكد المكتب رفض «كل أشكال الانحراف بالتعاطي الإعلامي المغربي وغيره لهذا الجدل السياسي والديبلوماسي الرسمي إلى حملات غير أخلاقية تستهدف صورة تونس والإضرار بمصالحها».
النقابة التي عرفت بمواقفها ضد سياسة الرئيس قيس سعيد وحكومته تجاه الإعلام، اتخذت للمرة الأولى موقفاً مشابهاً لمديري الصحف ودعت «القوى الوطنية والسياسية والمدنية كافة إلى التصدي وبقوة لكل ما من شأنه أن يمس سيادة الدولة التونسية وحرمتها». وشددت على أنّ «نضالات القوى المدنية والسياسية ضد السلطة في تونس من أجل قضايا الحريات وحقوق الإنسان والحكم الرشيد لا تمنعها من الاضطلاع بدورها الوطني في الدفاع عن مصالح البلاد»، داعيةً وسائل الإعلام الوطنية إلى «التعاطي المسؤول» مع هذه الحملات، معتبرةً أنّه «من واجب وسائل الإعلام نقل الحقائق وتفسيرها للمتلقي بكل موضوعية ودقة بالإضافة إلى الدفاع عن مصالح البلاد الحيوية وسيادتها».
وأمام تواصل الخلاف بين تونس والمغرب على خلفية استقبال الرئيس قيس سعيد لزعيم البوليساريو إبراهيم غالي، يتواصل التوتر الإعلامي بين البلدين في سابقة لم يعرفها تاريخ العلاقات بينهما منذ مطلع ستينيات القرن الماضي، عندما اعترفت تونس باستقلال موريتانيا، ما تسبب بأزمة ديبلوماسية سريعاً ما تم تجاوزها.