قبل عامين، أقصي برنامج هشام حداد Hishow، عن شاشة lbci، وبقي «لهون وبس» الذي يقدمه حداد، مع تغيير جذري طال مضمونه باختفاء النقد السياسي، والإبقاء على «النق» الإجتماعي والتعليق على لقطات التلفزيون الساخرة، واستضافة الوجوه الفنية. أمس، قررت lbci، بدون مقدمات، عرض حلقات Hishow، على شاشتها بعد مرور ما يقارب ستين حلقة عرضت على منصة «بيروت انترناشيونال» (يملكها بهاء الحريري)، ضمن برمجة متخمة إنتخابياً. البرنامج الذي يمتد لنحو عشرين دقيقة، يطل فيه حداد ساخراً من المواقف السياسية، ومبرزاً قضايا الاسبوع. عشرون دقيقة مدة مداخلة الكوميدي اللبناني في البرنامج، -وإن لم نبالغ- يذهب نصف مساحتها الى الإنتقاد الساخر واللاذع لشخصيات من «التيار الوطني الحر» الذي يتكئ عليه حداد لصناعة مادته المتهمكة. وبدخول lbci مستنقع Hishow، والتعليق السياسي المتضمن الهجوم اللاذع على بعض الأفرقاء السياسيين على رأسهم «حزب الله» و«التيار العوني»، تكون المحطة قد انخرطت في هذا الخط الذي تجنبته لعامين، إذ لا يمكن فصل محتوى البرنامج عن تصفية الحسابات السياسية، في وقت لم تتضح فيه بعد أسباب عرض البرنامج السياسي الساخر على lbci، وسط باقي البرامج الإنتخابية التي تتخم شاشتها هذه الأيام، وبعضها واضح أنه مشغول على عجل. في الخلاصة، بات حداد يشبّك مع «بيروت انترناشيونال»، وlbci، وقناة «الآن» الإماراتية (برنامج «كلام هشام»). ثلاثة منابر لمضامين موحدة تعمل على ابلسة معسكر سياسي واحد في قالب ساخر متهكم لا يخلو من تصفية الحسابات وتقديم أوراق الإعتماد لمموّلي هذه المنصات! واللافت هنا، استعانة mtv (القناة اللدودة للكوميدي اللبناني)، أمس بحداد الذي قدمته بصفة «إعلامي وناقد سياسي» في نشرتها الإخبارية، ليتحدث عن تحالفات «التيار الوطني الحر» الإنتخابية التي تتعارض مع مبادئه. وللمصادفة، قدم حداد في حلقته الأخيرة من Hishow، الفكرة عينها التي ألهمت قناة «المرّ»، وقررت بعدها صناعة تقرير إخباري في هذا السياق.