تكثّفت في الأسابيع الماضية، المهرجانات الإنتخابية وإعلان اللوائح. خطابات بالجملة ملأت الشاشات ضمن مساحات طويلة من البث المباشر وكسرت أجواء الصوم. خطابات بثت من دون حسيب أو رقيب على مضامينها التي وصل بعضها الى أعلى مستوى من الاتهام السياسي والتحريض. كل هذه الحفلات الإنتخابية الصاخبة بفنادقها الفارهة وهي المتحدثة عن الفقر والأزمات، والمصوّبة على المقاومة ضمن «برامجها» الإنتخابية، لم تلق أي اعتراض من أصحاب المحطات، المستثمرة أصلاً في عائدات هذه المهرجانات المالية. بقيت كلمة أمين عام «حزب الله» واقفة في «حلق» هذه الشاشات (الجديد، lbci، mtv) مع تعمّدها أمس، حجبها عن البث واستكمال برمجتها المعتادة. الكلمة التي تناولت ملف الإنتخابات النيابية وتفاصيلها اللوجستية والسياسية والشعبية، كان يُفترض نقلها كما باقي الخطابات المدفوعة وغير المدفوعة، الا أن هذه المحطات أذعنت لحجبها. أمر يأخذنا مرة أخرى الى الأجندة السياسية لهذه القنوات التي تنتهجها منذ تفجير المرفأ (2020)، وتذرعها بحجب خطابات السياسيين «نصرة» للناس. واللافت في حجب الخطاب أمس، الرقابة المسبقة التي تجريها هذه الشاشات على مضمونه. إذ يتبين من خلال خدمة الاخبار العاجلة التي تصل الى هواتف اللبنانيين، بأن هذه القنوات تتعمد التأخير في بث مضامين الخطاب المباشر، في وقت يستطيع فيه أي متصفح الإطلاع بشكل مباشر على الكلمة الكترونياً وبالصوت والصورة!