The Revenge (الإنتقام) عبارة يمكن اسقاطها بسهولة على أداء otv هذه الأيام. المحطة البرتقالية التي تحاول الخروج من تحت ركام «17 تشرين» بعدما تلقت ضربات سياسية وإعلامية مبرحة قبل أربع سنوات، تدأب هذه الفترة على العودة الى الخارطة الإعلامية، من باب مواجهة كل الحملات التي تعرّض لها فريقها السياسي، وكذلك المحطة ومراسليها. عدا الملفات السياسية والقضائية التي يأخذها على عاتقه «التيار الوطني الحر»، وعلى رأسها ملف التدقيق الجنائي واستعادة الأموال المنهوبة، وتحمل لواءها المحطة بالتالي، فإن اللافت ادخال الأخيرة في الأيام الماضية، ما يمكن اعتباره مقاطع ثابتة، ضمن نشرات الأخبار، تتم تلاوتها باللهجة العامية وتتوجه الى اللبنانيين على أبواب الإستحقاق النيابي، وتعيد التذكير بالحملات التي تعرضت لها مع التيار، من «شتائم وتنمر وتحريف وكذب» منذ 17 تشرين عام 2019، وأيضاً بالتكاذب حول الإصلاح، والموافقة على السياسات المالية والنقدية التي أوصلت البلاد الى حافة الإنهيار. خطاب مستجد تدخله القناة البرتقالية الى عمق نشرات أخبارها، وتحاول فيه اعادة التوازن الى المشهد الإعلامي السياسي، بعدما أقصي دورها، وفعلت الحملات الهجومية فعلها. وليكتمل هذا المسار، دخل الكاتب والمخرج شربل خليل أمس الى هذه المشهدية، مع إطلاقه برنامج «مش قليل» الكوميدي بعد غياب تلفزيوني لأكثر من عامين، مقابل حضور مكثف على المنصات الإجتماعية. إذ كان لافتاً، ظهوره أمس، قبيل عرض البرنامج، في استهلالية النشرة المسائية، وتأكيده بأن برنامجه مدعم بالحقائق والوقائع من دون تحريض أو تحقير، وقوله بأن الوقت قد حان اليوم، لتقديم «مادة مغايرة» عما يضخه «99% من الإعلام «الموجه صوب التيار الوطني ورئيسه ورئاسة الجمهورية». كما جزم بالقول بأن لا أحد من المحطة وخارجها يتدخل في مضمون برنامجه، وأن الأخير «يقع على عاتقه ومسؤوليته». هكذا، على سبيل المثال، فتح خليل الملفات القضائية والسياسية العالقة، وأشار بالمباشر الى المعرقلين لهذه الملفات ولمشاريع القوانين المطروحة في «مجلس النواب»، ضمن ايقاع سريع وكاريكاتوري ساخر. وبهذا المسار، تكون otv، قد حاولت النهوض من سبات فرض عليها في السنوات الماضية، وتستثمر به خاصة على أبواب الإنتخابات النيابية.