قبل عام ونصف العام، اقتحم رجل الأعمال بهاء الحريري الإعلام اللبناني من أوسع أبوابه. بدأ من منصة الكترونية تبث على فايسبوك («صوت بيروت انترناشيونال»)، وتمدّد من خلالها داخل بعض القنوات المحلية المؤثرة، واستقطب وجوهاً من هناك، وعقد شراكات مع القنوات (برامج موحدة واستئجار استديوات)، الى جانب طرح منصته لبرامج متنوعة بالجملة، تدرجت من السياسة الى الترفيه. اليوم، وكما بات معلوماً يعتزم الحريري بتياره (للبنان سوا) داخل لبنان خوض الإنتخابات النيابية المقبلة. ولهذا الغرض فلش الحريري على جميع محافظات لبنان شعارات تياره السياسي، التي ملأت الطرقات، وافتتح مكاتب له في مناطق مختلفة، واكبها بالطبع الإعلام اللبناني، مع استضافة وجوه معروفة من هذا التيار ضمن الأجندات المدفوعة. وصلنا أخيراً، الى دخول الحريري معترك الأعمال الإنسانية والخيرية، عبر إطلاقه «مؤسسة نوح» التي ترأسها عقيلته حسناء الحريري. يستغل رجل الأعمال اللبناني، الأوضاع الإقتصادية الصعبة التي تمر بها البلاد، ويدخل من بوابة المساعدات الخيرية، لتعزيز حضوره شعبياً وإعلامياً. هكذا، نشط في الفترة الأخيرة الترويج لهذه المؤسسة، وأضحى الحديث عنها، يطال أبرز البرامج على المنصة البيروتية، الى جانب النقل المباشر من خيمة ضخمة نصبت في أسواق بيروت، تحمل اسم المؤسسة وتستجلب لهذا الغرض فنانين معروفين، ووجوهاً إعلامية كذلك، لمساندة الأطفال في زمن الميلاد. «مؤسسة نوح» التي تحمل اسم المولود الجديد لبهاء الحريري، تأسست بعيد تفجير المرفأ في آب عام 2020، لكن يعمل اليوم، تزامناً مع الإستحقاق الإنتخابي، واستغلال فترة الأعياد والأوضاع المعيشية المتفاقمة، على ابراز اسمها بقوة. فقد امتلأت المنصة بالترويج للمؤسسة، وحتى ادخل الحديث عنها ضمن البرامج الفنية والترفيهية، كما حصل مع برنامج «ألبوم حياتي». وقتها، استضافت الحلقة نيكول سابا، وحضر في الأستديو أطفال الشهيد أمين الزاهد الذي قضى في تفجير المرفأ. وقدمت اليهم الهدايا الثمينة، باسم عقيلة بهاء الحريري. وفي الشارع، عاد برنامج «أبو شفيق» الذي يقدمه وسام صباغ، وفيه يجسد الشخصية البيروتية. شاهدنا صباغ يجول المناطق البيروتية، حاملاً بيده 500 ألف لكل رابح، عن أسئلة سهلة، وطبعاً حضرت تزامناً «مؤسسة نوح» التي ترعى أحوال البيروتيين و«تنتشلهم» من حالات الفقر والعوز بمبالغ زهيدة!