لا يزال العالم يرزح تحت وطأة ارتدادات «وثائق باندورا»، وهي عبارة عن تسريب لما يقرب من 12 مليون مستند يكشف عن ثروات سرية وتهرّب ضريبي وغسيل أموال من قبل بعض زعماء ومشاهير العالم وأثريائه. عمل أكثر من 600 صحافي في 117 دولة على البحث في ملفات من 14 مصدراً لشهور طويلة، وتوصلوا إلى قصص تنشر تباعاً. تم الحصول على البيانات من قبل «الاتحاد الدولي للصحافيين الاستقصائيين» (ICIJ) في واشنطن، والذي كان يعمل مع أكثر من 140 مؤسسة إعلامية (من بينها «هيئة الإذاعة البريطانية» والـ «غارديان») في أكبر تحقيق عالمي من نوعه على الإطلاق. لم تنحصر الوثائق بشخصيات سياسية واقتصادية بل شملت أيضاً مشاهير في عالم الفن والأزياء، وغيرها من مجالات الفن والترفيه. على صعيد المغنين، وردت أسماء الكولومبية ــ اللبنانية شاكيرا والبريطاني إلتون جون والإسباني خوليو إغليسياس ومواطنه ميغيل بوسيه وعارضة الأزياء الألمانية السابقة كلوديا شيفر والنجم البوليوودي جاكي شروف وعازف الدرامز السابق في فرقة الروك الأسطورية «بيتلز» رينغو ستار.
وفقاً للتحقيق، واصلت شاكيرا فتح أعمال تجارية في ملاذات ضريبية، حتى عندما كانت قيد التحقيق في إسبانيا بتهمة التهرب الضريبي. وذكرت صحيفة «إل باييس» الإسبانية أنّه لدى المغنية شركات مسجّلة في جزر فيرجن البريطانية، وهي منطقة كاريبية غالباً ما يتم اتخاذها ملاذاً لنظامها الضريبي التفضيلي والسرية التي توفرها.
وبحسب الصحيفة نفسها، فإنّ ميغيل بوسيه مساهم في شركة بنمية افتتحت من خلال كيان مصرفي سويسري خاص في جنيف. وتمت طباعة اسم المغني على شهادات أسهم الشركة الخارجية في عام 2016، بينما كان يقيم في بنما.
أما صحيفة «لا ريبوبليكا» الإيطالية، فذكرت أنّ تحقيق «الاتحاد الدولي للصحافيين الاستقصائيين» يتحدّث عن أنّ المغني البريطاني إلتون جون لديه أكثر من 12 شركة في الجزر نفسها فيما يدير زوجه ديفيد فورنيش جميع هذه الشركات.
وورد اسم خوليو إغليسياس في خمس شركات تقع في الملاذ الضريبي لجزر فيرجن، للحصول على عقارات في إنديان كريك، جزيرة ميامي المرغوبة والمعروفة باسم «ملجأ الأغنياء». من ناحيته، لدى رينغو ستار شركتان في جزر الباهاما، استخدمتا لشراء عقارات يقع أحدها في لوس أنجليس.
على خطٍ موازٍ، لفتت قناة «لا سيكستا» الإسبانية إلى أنّه في ما يتعلق بكلوديا شيفر، فقد تم الكشف عن تمكنها من إدارة ثرواتها عبر ست شركات خارجية تقع في جزر فيرجن.
وفي الهند، أوضحت صحيفة «ذا إنديان إكسبرس» أنّ جاكي شروف هو المستفيد الرئيسي من صندوق أقامته حماته في نيوزيلندا، كما كشفت السجّلات أنّ الممثل الهندي قدّم أيضاً «مساهمات كبيرة» لهذا الصندوق الائتماني الذي كان لديه حساب مصرفي سويسري ويمتلك شركة خارجية مسجّلة في جزر فيرجن.