مع انتقال ملف «نيترات إيعات» الى مخابرات الجيش، والبدء بالتحقيقات من نقطة الصفر، وفحص البضاعة المضبوطة، تصاعدت في التوازي حركة إعلامية ناشطة، اتخذت طابعاً سياسياً واضحاً، وتجلّت على هيئة صراعات بين القنوات. منذ ضبط الشاحنة في «إيعات» البقاعية، وتناقل روايات متضاربة حولها، اتسم الملف بطابع التسريبات وتضليل المتابع، بين ربطها بالمسؤول القواتي مارون الصقر، وبين دفاع مستشرس لدفع التهم عنه (ما زالت mtv تقودها). لعلّ الخطورة الأبرز في هذا الملف، ربطه أولاً بـ«نيترات» المرفأ، وتناقل رواية بأنّ الكمية المضبوطة بقاعاً مطابقة لها، وتوزيع نفي لاحقاً بأن الكمية المصادرة جديدة. والأخطر من هذا، ما برز من حرب تسريبات بين القنوات، بشأن التحقيقات الجارية مع الموقوفين. قبل أيام، تناقلت مواقع الكترونية وقنوات محلية، من ضمنها «الجديد» تسجيلاً صوتياً يثبت العلاقة التجارية بين الصقر وصاحب البضاعة سعد الله الصلح. ويؤكد أنّ كمية «النيترات» مستجلبة من مزرعة الصقر، لتخرج mtv، أمس، بدورها، تسجيلاً آخر بين سائق الشاحنة والصقر، تقول بأنه يثبت «عدم امتلاك الصقر للكمية المضبوطة». ووسط حرب التسريبات، والمعلومات المتضاربة، ما زال محامي الصقر، جورج الخوري، يتنقل بين الشاشات، مدافعاً عن وكيله. بعدما أدلى للمرة الثانية بحديث الى قناة «المرّ»، وأكد فيه، أن لا علاقة للصقر بـ «النيترات»، وعلى «عدم صحة الأخبار» المتداولة عن علاقة السفارة الأميركية بالقضية، عاد وظهر على «الجديد» أمس، ضمن برنامج «هنا بيروت» ضمن خمس دقائق خصّصتها المحطة له ليدلي بدلوه، ويدافع عن الصقر، ويمرر مرة جديدة، بأن الأخير لا يتاجر سوى بالأسمدة الزراعية، بعدما استضافت المحطة الوزير القواتي السابق بيار أبو عاصي، الذي أكد بدوره بأن ملف «النيترات» يراد منه «كسر القوات اللبنانية»! باختصار، ملف «نيترات إيعات»، الذي لم يصل بعد الى خواتيمه، شكلّ مادة دسمة للإعلام، وللتلاعب بالرأي العام، والأخطر التلاعب بقضية حساسة كـ«تفجير المرفأ»، وتمييع التحقيق، ومحاولة تبرئة المتورطين لأغراض سياسية بحت.