مع وصول طلائع قافلة الصهاريج التي عبرت أمس الحدود السورية، ودخلت الأراضي اللبنانية، بدأت حفلات من الهستيريا تنتشر على منصات التواصل الإجتماعي. شخصيات سياسية وصحافية ونشطاء تجندوا سريعاً للتشويش على عملية إدخال مادة المازوت الى لبنان، إما عبر باب السؤال عن دفع الجمارك على الحدود، أو عبر التشكيك بالمحروقات ومطابقتها للمواصفات. وفي المساء، استُكملت الحفلة التي بدت بوجهها الأوضح على mtv. المحطة التي سعت منذ إعلان الأمين العام لـ«حزب الله» السيد حسن نصر الله، الى فتح جبهة إعلامية مضادة على المحروقات الإيرانية، والتلويح بالعقوبات، إضافة الى التخويف من «خطورة» هذه المواد على اللبنانيين، خصصت جلّ مقدمة نشرتها الإخبارية، للحديث عن الصهاريج، وعن «هيبة الدولة» و«كرامة شعبها وأمواله ومدخراته». وكان واضحاً تلميحها لعملية إدخال الصهاريج، بالتهريب الى سوريا، وأيضاً ربطها بالملف الإقليمي، ودخول «ايران ودورها الأمبراطوري» في لبنان واهتمامها بما يعانيه الشعب هنا في مقابل خروج لبنان من الحضن العربي ــ بحسب المقدمة ــ والإقفال على نفسه، ودخوله «سجن المحور الإيراني». وخصّصت mtv، مشاهد الصهاريج الإيرانية، بثلاثة تقارير في نشرتها، واحد منها حذّر من المضاربة في السوق اللبناني، وأيضاً قصد بث الخوف في نفوس من تسول له شراء المازوت الإيراني لأنه سيتعرض بعدها للعقوبات! أقفلت النشرة الإخبارية المسائية، لتفتح جبهة أخرى، تولاها مارسيل غانم، العائد من عطلته الصيفية. من يسمع مقدمة برنامج «صار الوقت» أمس، في موسمه الرابع، لا بد من أن يلحظ اللهجة المرتفعة التي اعتمدها غانم، حيال الصهاريج الإيرانية، واعتباره أن لبنان «غرق في وحول إيران»، فيما «مسؤولوه يحاولون العودة الى الحضن العربي». غانم الذي شكك في الحصار الإقتصادي على لبنان، سأل ما إذا كانت هذه الصهاريج مرّت عبر المعابر «غير الشرعية»، أو «هرّبت كما يهرّب النيترات عبر منافذ أخرى»، في ربط جرمي واضح بتفجير المرفأ، وتحميل «حزب الله» مسؤولية التفجير وإزهاق أرواح العشرات من اللبنانيين، في سياق دأب عليه غانم والمحطة طيلة الأشهر الماضية.