في وقت تشهد فيه سوريا أسوأ الأزمات في تاريخها الحديث، أطلق الفنان الشعبي السوري حسين الديك أغنية وطنية بعنوان «أنا سوري وبتشرف»، مما استفز شريحة كبيرة من السوريين خصوصاً في الداخل، فيما وجد آخرون أن الأغنية مبادرة فردية تعبر عن حب الوطن.وقبل إطلاق الأغنية، لفت البرومو الأنظار إليه، حيث ظهرت مجموعة من المغتربين السوريين يرتدون لباساً موحداً، ويتلفظون بعبارة «أنا سوري وبتشرف»، في مشهد مشابه للمبادرات التي أطلقت في بدايات الحرب السورية.
اللافت أنه بعد ساعات من إطلاق الأغنية عبر يوتيوب، اتهم الفنان اللبناني رضا، حسين الديك بسرقة اللحن من إحدى أغنياته المعروفة.
وقال رضا مستنكراً الأمر إن الديك سرق لحن أغنيته «كفك بكفي» (الحان: حسن عيسى، توزيع: انس كريم)، الذي يبدو نسخة طبق الأصل عن لحن أغنية «أنا سوري وبتشرف».
وتابع أنه «ممنوع السرقة والموضوع ليس استعارة إنما تعدٍّ على الحقوق الملكية والفكرية، ويجب أن يحل قضائياً ونحن نتواصل مع يوتيوب لعمل «بلوك» على الأغنية في انتظار قرار الموقع، وإلا سأضطر لرفع دعوى قضائية جزائية ومدنية».
الفنان اللبناني توجه للديك قائلاً: «هل يعقل أن يكون عمل وطني مهدى لبلد من لحن مسروق وملحن سارق، خصوصاً إذا كان هذا البلد سوريا التي أحترمها وهي بلدي الثاني ولها فضل كبير عليّ، إذا كان الخطأ مقصوداً، فهو يعتبر سرقة وإذا كان غير مقصود، فهو يعتبر جهلاً ومصيبة وأحمل المسؤولية للمطرب وعتبي الأكبر على الملحن، وهذا الأمر عار على كليهما».
وتعاون الديك في الأغنية الوطنية مع الشاعر عامر لاوند والملحن سهيل شاكر (وهو من اتهمه الفنان رضا بالسرقة)، وطرح الديك الأغنية على طريقة الفيديو كليب بمشاركة أطفال من سوريا تحت إشراف المخرج عامر الجابي.
وفي ردود الأفعال، أطلق مغتربون سوريون مؤيدون هاشتاغ «#أنا_سوري_وبتشرف» مما أثار حفيظة واستياء الكثير من السوريين في الداخل.
وعبر هؤلاء عن سخطهم تجاه العمل الفني ورأوا فيه استفزازاً، في ظل وصول سعر الدولار إلى 4000 ليرة سورية في السوق السوداء، فيما يرزح المواطنون تحت أسوأ أزمة فقر وجوع لم تشهدها سوريا حتى في زمن الاحتلال العثماني والحرب العالمية الثانية.
ودعا البعض هؤلاء المغتربين إلى العودة للوطن والوقوف على طوابير الخبز والمحروقات والعيش بلا كهرباء، بدلاً من التنظير والشعارات الفارغة وتقديم نصائح الصمود والتصدي وقال أحدهم ساخراً: «أنا سوري أه يا نيالي». كما اتهموهم بالتفكير اليميني، والمزايدة بالوطنية والانفصال عن الواقع، وأطلقوا عدة هاشتاغات مضادة منها: «#شرفونا_على_طابور_الخبز»، «#ياسمين_ستايل» «#بدنا_نسافر».
ونصح البعض حسين الديك بالتوجه إلى المخيمات ودول اللجوء في الجوار حيث تكمن المعاناة الحقيقية للاجئين السوريين.
بدورها رأت فئة أخرى من السوريين أن لا مشكلة في العمل الفني لحسين الديك، فهو حر بالتعبير عن حبه لوطنه بالطريقة التي يريد وليس من عمله معالجة الأزمة الاقتصادية، أما فئة المغتربين، فمن حقها أيضاً التعبير عن حبها لوطنها والتشرف بالانتماء له.
وقال البعض إن المغتربين يعانون في الغربة أيضاً وهم من أكثر المساندين لأهلهم في الداخل من خلال التحويلات بالدولار.