قبل تسع سنوات، ألقت lbci، قنبلة صوتية على أسماع المشاهدين، عندما طرحت برنامج «لازم تعرف» الذي يتمحور حول الثقافة الجنسية والتوعية حول الجنس. وقتها، شكل البرنامج الذي ظهرت فيه للمرة الأولى اختصاصية الصحة الجنسية ساندرين عطالله، والطبيب النسائي لبيب غلمية، نوعاً من الصدمة لما يرادف الجنس في مجتمعاتنا العربية من مفاهيم مغلوطة وأخرى مرتبطة بالتابوهات الإجتماعية. انتهى بعد فترة وجيزة البرنامج الذي حضر ضمن موجة رائجة وقتها على الشاشة، تعنى بهذه القضايا. بعد مرور هذه السنوات، والتطور التكنولوجي الهائل، وسرعة انتشار الأخبار والفيديوات، صرنا أمام معضلة من نوع آخر، تمثلت هذه المرة، في استهداف الطبيبة اللبنانية، التي تنشط على الساحة الإلكترونية، وتتعاون مع جهات لبنانية وعربية عبر منصات خاصة، حول التوعية الجنسية، وتعطي نصائح حولها. أمر كان فقط محصوراً بمنصة يوتيوب، لكنه بات اليوم، منتشراً بشكل مطرد على تطبيق «تيك توك» الذي استخدمته أخيراً عطالله، مما أسهم في انتشار اوسع للفيديوات، وحتى قيام بعض الناشطين بنسخها من يوتيوب الى «تيك توك»، لا لغاية التوعية، بل للسخرية، والتندر. هذا الأمر الذي ظل حبيس واتساب، انتقل أخيراً الى الشاشات المحلية، التي لم تخرج بهذه المواد سوى بمقاربة سطحية أو استخدامها ضمن أجواء من التهكم.
هذا ما حصل مع برنامج «لهون وبس» على lbci، الذي عادة ما يلجأ معده هشام حداد الى التعليق على هكذا فيديوات، واستخدام الإيحاءات الجنسية في برنامجه. هذا ما فعله مع عطالله، وحصل تراشق كلامي افتراضي بين حداد وعطالله، أظهرت فيه الطبيبة اللبنانية استياءها لاستهلاك حداد «هذه النكتة»، بهدف «بيع الجمهور على حسابها». حادثة أخرى، حصلت على الشاشة أيضاً، مع عطالله، وما زالت أصداؤها حاضرة الى اليوم، مع استضافتها في برنامج «ع غير كوكب» على mtv، الذي سرعان ما تحوّل الى محاكمة لاختصاصية الصحة الجنسية، وحصل التفاف حولها من قبل الضيوف الثابتين في البرنامج، سطحوا مضمون ما تقول، وراحوا يسخرون من تسمياتها باللغة العربية للأعضاء التناسلية النسائية. الحادثة استدعت اعتذاراً لاحقاً من بيار رباط، عبر منشور دوّنه باللغة الإنكليزية، اعتبر ان ما حدث في الحلقة، سببه الإختلاف في الآراء، واعداً بتجنب مواقف مماثلة في الحلقات المقبلة. اعتذار، لم تقبله عطالله، التي عقبت عليه بالقول: «اعتذارك وصل لكنه مرفوض، كان بإمكانك عوضاً عن نشر أخبار كاذبة عن فيديوهاتي وبرنامجي، إسكات الإعلاميين المشاركين في البرنامج بدل تحفيزهم على اتهامي بالإغراء في حلقاتي، كما كان بإمكانك إعطائي فسحة من الوقت لأعبّر عن آرائي عوضاً عن مقاطعتي». هكذا، تستهدف الطبيبة اللبنانية لكونها الأنشط على صعيد التوعية الجنسية، على الساحتين الإعلامية والإفتراضية، وتسخّف مضامين كلامها الذي يندرج ضمن الإطار العلمي، لصالح جوقة من البرامج التي أوصلها الإفلاس الى حدّ اتهام ساندرين عطالله بالإغراء وبأن صوتها «سكسي»!