يمكن لللبنانيات أن ينمن الآن ملء جفونهن، فالسفيرتان الأميركية والفرنسية، خصصتا وقتاً لمخاطبتهن في «يوم المرأة العالمي». تولت شاشة lbci مهمة الترويج لهما ونقل كلمتهما الموجهة الى المرأة اللبنانية. الثامن من آذار (مارس) مرّ أمس مرور الكرام على الشاشات، لانشغالها بتظاهرات «اثنين الغضب»، واكتفائها ببث تقارير خجولة جداً في هذه المناسبة التي تكون عادة متخمة بالأزمات والقضايا التي تخص المرأة في لبنان والمحيط. ضمن سياق «شراكتها» وترويجها الدائم لتقارير «الوكالة الأميركية للتنمية الدولية» (USAID)، ومشاريعها «الداعمة» للبنانيين، وآخرها دعم المرأة في قطاعات مختلفة بهدف تمكينها اقتصادياً، بثّت lbci شريطاً ترويجياً بكثافة قبل «يوم المرأة العالمي»، لتعود وتخصص في نشراتها الإخبارية، مساحة لكل من السفيرة الأميركية في لبنان دوروثي شيا، والسفيرة الفرنسية آن غريو. الأخيرة خاطبت النساء اللبنانيات بعبارة «صديقاتي العزيزات»، ودعت الى التمثيل السياسي للمرأة، الذي سيعود «بمنفعة» عليهن، وخاطبتهن بالقول «أنتن تمثلن الأمل» لمن يودون «العيش ضمن مجتمع تعددي وديمقراطي قائم على القانون والمساواة في الحقوق». بدورها، وصفت شيا النساء اللبنانيات بـ «مصدر الأمل وقائدات التغيير»، واستعرضت نضال هؤلاء بعيد تفجير المرفأ وأزمة كورونا. وتوجّهت لهن قائلةً: «أنتن تلهمن العالم بشجاعتكن». و«التزمت» في نهاية الشريط بدعم اللبنانينات «لإعادة بناء لبنان أفضل». هكذا، تصدّرت السفيرتان المشهد الإعلامي أمس، في ظل غياب أي اهتمام بواقع المرأة اللبنانية والإضاءة على أحوالها، مع تغييب باقي الوجوه المحلية المؤثرة في هذا المجال لصالح أجندات خارجية.