«ع غير كوكب» اسم البرنامج الذي انطلقت به mtv أمس، وهو الإسم الذي يصح إطلاقه على هذه المحطة، التي ظهرت بوجهها الأشدّ وضوحاً مع حلقة «1#»، أو «هاشتاغ وان» التي خصصت لإحصاء الوسوم الأكثر انتشاراً هذا العام. ضمن ديكور فاخر، تزنره الأضواء وأجواء الـglamour، وتتوسطه كؤوس الشامبانيا، ومجموعة وجوه آتية من مجالات مختلفة في عالم الإعلانات والتلفزيون والرياضة، ترتدي أزياء فاخرة، راحت تتحدث عن عام الإنهيارات الإقتصادية والفقر وتستعرض دموع وآلام الذي أصيبوا في تفجير المرفأ. هكذا، وبهذه الصورة السريالية، سارت الحلقة التي تحدثت عن كورونا، وجلس مقدموها جنباً الى جنب، وتحدثت عن الإنهيار المالي، من دون أن تمسّ في الجوهر مسؤولية «المصرف المركزي» ورياض سلامة. وتساءلت عن الودائع، لتطمئن إحدى ضيفاته إلى أن أموالها المليونية ما زالت محفوظة، وتوقعت كذلك الفقر، مع ارتدائها ثياباً بآلاف الدولارات ورفعها كأس الشامبينا الى أعلى، عدا طبعاً، طريقة تقديم هذه الموضوعات الأليمة ان كانت تخص كورونا أو تفجير المرفأ أو الحالة الإجتماعية-الإقتصادية المزرية في لبنان، بطريقة حديث المجتمع المخملي عمن هم في الأسفل، وبلهجته اللبنانية الهجينة. بطبيعة الحال اثارت الحلقة أمس، استياء عارماً من قبل الناشطين، لكنها في الوقت عينه، عكست صورة المحطة الحقيقية، في تعاطيها مع هذه الأزمات، بمجافاتها للواقع وبتكريسها مزيداً من الشرخ والرقص على آلام الناس.