عشية الإغلاق العام، خرج وزير الداخلية محمد فهمي على شاشة lbci، ليثير ضجة عارمة. لدى رده على سؤال يتعلق بسريان منع التجول يوم الأحد، وإيقاف خدمة «الديلفري»، ردّ وقتها بالإستناد الى مقولة جورج خباز في احدى مسرحياته: «كل يوم ديليفري». وأرفقها فهمي بعبارته الشهيرة التي انقلبت نقمةً عليه «خلّي يطبخوا النسوان شوي». عبارة كانت كفيلة بتصدر هذا النقاش منصات السوشال ميديا أمس، وبالهجوم على الوزير الذي تحدث بلغة استعلائية وبعيدة عن واقع النساء، ونمّط أدوراهن وحصرهن في المطبخ. إزاء هذه الضجة، حاولت lbci، التخفيف من وطأة ما خرج على شاشتها اول من أمس، لكن، هذه المرة، بصيغة التقرير السريع المنكّه بالكوميديا، من دون أن تخوض في عمق الجدل الذي يتكرر غالباً على الشاشات وعلى ألسنة المسؤولين وحتى العاملين في قطاع الإعلام بحق النساء. تقرير (1:40-ريمي درباس)، بث امس، في نشرة أخبار المحطة، وجال على بعض المنازل، ودخلت الكاميرا الى المطابخ، حيث وجهت بعض النسوة انتقاداً لفهمي، وحتى للقرار الصادر يوم الأحد، الذي أثار السخرية، وأخذن يرددن «كأن باقي الأيام تغيب فيها كورونا»! وبعد اظهار عدد من النساء يقمن بأعمال الطهو، تناول التقرير نماذج لرجال أيضاً يساعدون زوجاتهنّ في الطبخ. هكذا، وبنمط سريع تترافق معه موسيقى رشيقة، سار التقرير، الذي ردت فيه القناة على ما أثير حول كلام فهمي من ضجة، من دون أن تلامس عمق الجدل، وتصوّب النقاش بهدف كسر الصورة النمطية المعتادة للمرأة، وحتى التوجه اليها بنظرة استعلائية، تجافي الواقع القاسي حيث تحاول اقامة التوازن بين عائلتها وعملها ومهمات أخرى تقع على عاتقها.