حرّكت مشاهد حرائق جرود الهرمل أمس، ذاكرة مثقلة بالإهمال والتهميش. أكثر من تسع ساعات امتدت فيها ألسنة النار الى المحاصيل الزراعية، وقضمت مساحات حرجية واسعة، وسط مناشدات من الأهالي وعلى السوشال ميديا، بفورية التدخل وإخماد الحرائق. طيلة هذه الفترة، استنفر الناشطون على المنصات التفاعلية، وكانوا صوتاً بديلاً عن تهميش الدولة للمنطقة ومعها الإعلام اللبناني الذي نال نصيبه من النقد والمساءلة. «#الهرمل_تحترق» وسم ما فتىء أن انتشر سريعاً على هذه المنصات، ونشرت الى جانبه صور مؤلمة للأحراج المحترقة، الى جانب بعض الفيديوات التي استطاع أصحابها توثيق الحرائق ونقل المشاهد الأليمة الى باقي اللبنانيين. حتى إن صورة راحت تنتشر سريعاً، تتوسطها صورة لشجرة محترقة، ويحوطها شريطان أحمران، للدلالة على العلم اللبناني الذي تحترق أحراجه، وأيضاً للتأكيد على أن المنطقة البقاعية تقع على الخريطة اللبنانية، ولا يجوز إسقاطها من هذه المعادلة الجغرافية والإنمائية. وفي الشق الإعلامي، غابت التغطية الكافية لحرائق جرود الهرمل، مما دفع الناشطين الى مساءلة الإعلام اللبناني، عن تعتيمه عما يجري في البقاع، وانتقاده لإفراد تغطيات بالجملة لأحداث الشارع او ايلاء مناطق أهمية كـ«سوليدير» أكثر من الهرمل المحرومة، عبر ترداد مقولة «المشهد هنا مبك أيضاً»!.