ما زالت الصور المفبركة التي عمدت شبكة «فوكس نيوز» الأميركية، الى نشرها أخيراً من ولاية «سياتل» تثير الجدل في الأوساط الإعلامية الأميركية، إذ نشرت الشبكة أخيراً على صفحتها الرئيسية الإلكترونية صورة لرجل يحمل بندقية وأخرى تظهر المدينة مليئة بالمباني المحترقة والحراس المسلحين. وسرعان ما تبين أنها معدلة وتعود الى صورتين تخص الرجل من جهة، والشارع من جهة اخرى، التقطتا بفارق أسبوع من الزمن، للإيحاء بأن التظاهرة السلمية الحاصلة هناك تتسم بالعنف والخطورة، وبأن هناك مسلحين قد استولوا على المدينة. وبعد فضح عملية التزوير في الشبكة الأميركية، عمدت الأخيرة الى حذف الصور، وقال متحدث باسمها: «لقد استبدلنا الصورة التوضيحية التي تم تحديدها بأنها التقطت الأسبوع الحالي في منطقة سياتل». في المقابل، أكدت صحيفة «سياتل تايمز» التي كشفت هذا التلاعب منذ البداية، أن «صورة المسلح تم التقاطها في 10 حزيران (يونيو)، بينما تم تحديد صور واجهة المتجر التي تم خلطها بها في 30 أيار (مايو) بواسطة Getty Images». ولفت خبراء أخلاقيات التصوير الصحافي للصحيفة إن قناة «فوكس نيوز» تصرفت بشكل غير لائق عندما نشرت الصور المعدلة رقمياً. إذ قال كيني إيربي، خبير أخلاقيات التصوير الصحافي، لـ «سياتل تايمز»: «أعتقد أنها دعاية مشينة ومسيئة للغاية للصحافة الوثائقية في مثل هذه الأوقات، عندما يكون قول الحقيقة والمساءلة مهمين للغاية... لا يوجد إسناد. لا يوجد اعتراف بالمونتاج، وهو مضلل بشكل رهيب».من جهته، أكد أكيلي رمسيس، المدير التنفيذي لجمعية «مصوري الصحافة الوطنية»، في حديث للصحيفة عينها «إن التلاعب بهذه الطريقة كما فعلوا هو أمر فظيع تماماً».