لا يمكن النظر الى المقابلة «الخاصة» كما أسمتها lbci، أمس، مع مساعد وزير الخارجية «لشؤون الشرق الأدنى» دايفيد شينكر، الا ضمن الأجندة السياسية الواضحة، في تخصيصها لأكثر من 22 دقيقة بعد النشرة الإخبارية المسائية، للوقوف على رأي الإدارة الأميركية في طلب الحكومة اللبنانية مساعدة «صندوق النقد الدولي». المقابلة التي اجراها ألبير كوستانيان، وقطعت لأجلها البرمجة الرمضانية الدرامية، كانت واضحة المعالم، في إعطاء «السيد الأميركي» مساحة تلفزيونية، يسعى من خلالها أولاً، الى تصحيح صورته، من خلال التكرار المستمر لشينكر بأن الإدارة الأميركية تقف وتساند الشعب اللبناني، وثانياً، تمرير الرسائل الأميركية الى حزب الله عبر lbci. أمر شارك فيه كوستانيان بشكل مباشر، وفتح الهواء لضيفه ليقذف اتهاماته بحق الحزب، ويمدح في المقابل حاكم مصرف لبنان، رياض سلامة، من دون أي تدخل أو مساجلة من قبل كوستانيان. هكذا، غاب التكافؤ عن هذه المقابلة، التي يبدو أنها فرضت في هذه الفترة، وكانت المحطة شريكة في ذلك. هكذا، وبصيغة متكررة لعبارة «يجب»، ساق شينكر املاءاته، سيما في الجزء المتعلق، بتقديمات «صندوق النقد الدولي»، وانتقاد «حزب الله»، لربطه المساعدات بـ «السيادة اللبنانية». وإذ بشينكر يؤكد أن «المساعدات مشروطة»! وبعد تأكيده بأن الإدارة الأميركية لا تقدم المساعدات المالية لوزارة الصحة (لأنها تابعة لحزب الله)، بل عبر بوابة مؤسسات أخرى، تسعى الى «مساعدة اللبنانيين لمحاربة فيروس كورونا»، دخل كوستانيان، في الملف النقدي، وربط في سؤاله بين شخصية رياض سلامة، و«تأمينه للنظام المصرفي» وبالتالي للعلاقة مع الولايات المتحدة الأميركية. وبعد مديح شينكر بسلامة، والثناء على عمله «بشكل جيد» خاصة في ملف الخزانة الأميركية، والعقوبات التي فرضت على بعض المصارف بهدف «الهجوم على التمويل غير المشروع لحزب الله» كما قال، حتى أنه وصفه بـ «التمويل الإرهابي لمؤسساته»، أتى دور كوستانيان بسؤال ضيفه ما إذا كان «يتشارك قلقه مع السفير السابق جيفري فيلتمان حول اعتباره أن حزب الله يسعى الى السيطرة على النظام المصرفي في لبنان وزيادة هيمنته على الدولة؟». سؤال فتح شهية شينكر لدلق المزيد من التحريض والهجوم على «حزب الله». إذ كرر أن الأخير «لطخ سمعة لبنان المالية وقوض الثقة في النظام اللبناني»! هكذا، تثبت lbci، ومن خلفها بعض الإعلام اللبناني، انصياعها الى «سيده الأميركي» ضمن مقابلة أقل ما يقال عنها بأنها مفضوحة وواضحة الأهداف، عبر فتح الهواء، لمزيد من التحريض على فئات لبنانية ضد الأخرى، والخروج بخلاصة أن الإدارة الأميركية، ستبقى الى جانب الشعب اللبناني وتدعمه، شريطة مشاركته الرؤية عينها حول «حزب الله»، عدا طبعاً، التزوير الذي حاولت تكريسه المحطة، وتصوير انهيار الوضع المالي، على أنه حصيلة «حزب الله»، ويد رياض سلامة بيضاء في هذا الأمر!