مع توجّه البرامج التلفزيونية لتصبح تفاعلية، وتشرك الجمهور في حلقاتها، بدأت هذه الظاهرة تنحسر أخيراً، مع الأزمة الإقتصادية التي ضربت الشاشات، وانتقال البرامج من استديوات ضخمة، تستطيع استيعاب الجمهور، الى أخرى أصغر حجماً بكثير، تسقط من حساباتها هذه الخاصية لضيق المكان. يمكن أن نأخذ هنا، مثال برنامج «أنا هيك» على «الجديد» الذي انتقل تصويره الى مبنى المحطة، وأغفل فقرة التفاعل مع الجمهور في الاستديو الذي كانت مهمته التصويت بالموافقة أو عدمها على كلام الضيف. أمس، كنا مع أزمة مشابهة، لكن سببها فيروس كورونا هذه المرة. إذ كنا أمام برنامجين: «منّا وجر» على mtv و«لهون وبس» (lbci)، يعتمدان على الجمهور في الأستديو وعلى تفاعله أكان تصفيقاً أو «هيصة» أو ضحكاً. فكانت المرة الأولى، التي يغيب فيها أمس، هؤلاء عن البرنامجين، تفادياً لأي تجمعات بشرية قد تسبب انتقال كورونا. هكذا، أخبرنا هشام حداد، أمس، أن غياب الجمهور سببه الإلتزام بالإجراءات المتبعة لتفادي كورونا، وأراد أن يعطي من خلال هذه الخطوة «مثالاً جيداً» للآخرين للإقتداء بهذه التعليمات. البرنامج الكوميدي الذي يقوم في الأصل على تفاعل الجمهور وسماع ضحكاته في الأستديو، غاب هذه المرة، لكن استعيض عن ذلك بضحكات مسجلة قبلاً وحتى أصوات التصفيق وفق حداد. بدوره، أقرّ بيار رباط في حلقته أمس، أنها المرة الأولى التي يغيب فيها الجمهور بعد وصول الحلقات الى 130 والمواسم الى خمسة. إذ عادة ما يحيط الجمهور بالضيوف ومقدمي البرنامج، والسبب طبعاً كورونا، وتسجيل أول حالة وفاة في لبنان. «كلنا معرضين للخطر» عبارة رددها رباط، وحث المشاهدين على أخذ الفيروس على «محمل الجدّ».