هذا العام لا يشبه الأعوام الماضية، التي احتفل فيها اللبنانيون والعرب على حدّ سواء بعيد ميلاد السيدة فيروز. تختلف الإحتفالية السنوية التي تطفىء فيها «جارة القمر» اليوم شمعتها الـ84، لكن يظل وسم «#عيد_الدني»، حاضراً في العيد كل عام، عبر وسائل التواصل الإجتماعي. قبيل المناسبة بأيام قليلة، عايد أهل النت فيروز، هذه المرة بنكهة مختلفة، مع تغليب حضور أغانيها الوطنية أكثر من العاطفية، تماشياً مع الأجواء التي تعيشها البلاد، ومحاكاة لكثير من المشاعر التي يختلط فيها الشجن بالقلق وبالأمل. «احكيلي عن بلدي احكيلي» و«سألوني شو صاير ببلد العيد» وغيرهما من المقاطع الغنائية التي طبعت مسيرة المحتفى بها، انتشرت سريعاً على هذه المساحات الإفتراضية، الى جانب تعبير المغردين عن محبتهم الجارفة لفيروز، عبر نشر صور أرشيفية فوتوغرافية لها، وأخرى بمثابة لوحات فنية على شاكلة البورتريه، مع تعليقات تجمع على التمسك بها كأحد أبرز الرموز الفنية في العالم العربي.


إذاً، لا تغيب فيروز عن يوميات اللبنانيين، رغم تغييب نفسها عن الساحة الفنية، وتحديداً إحياء الحفلات منذ العام 2011، وعن الأضواء والشاشات. ووسط العاصفة التي يمر بها لبنان، وتصدّر قضايا أخرى تخص النقاش العام على المنصات الإفتراضية، الا أن هذا الأمر لا ينسيهم هذه الإحتفالية، التي تجمعهم ربما، على الرغم من انقساماتهم السياسية، وتشكل كوّة أمل وسط الأزمات السياسية والإقتصادية التي تزيد الخناق مع الأيام على اللبنانيين.