قبل أسبوعين، دشّن برنامج «منّا وجر» حلقته بتحية الى قناة «المستقبل» التي علّقت العمل داخل اروقتها في منتصف أيلول (سبتمبر) الماضي. بثّ تقرير (إعداد: سلام الزعتري)، نوستالجي عن القناة، واستضافة لبعض وجوهها المعروفين على الشاشة. في الفقرة التكريمية بثت أغنية «لعيونك» الشهيرة، التي كانت مهداة الى رفيق الحريري، وبعدها توجّه كل ضيف/ة بمداخلة أو تعليق في ما خص عمله في القناة، والمستقبل الذي يتطلع اليه. ما يهم هنا، كيف قارب الإعلام المرئي قضية موظفي «المستقبل». قد لا تكون الأمثلة كثيرة، لكن يمكن استشفاف ما حدث في حلقة «منّا وجر» وما حصل كذلك، مع وجوه أخرى من القناة على الشاشة عينها في برنامج «مين بيعرف؟» الذي تقدمه ناديا بساط والتي كانت كذلك وجهاً إعلامياً معروفاً على القناة الزرقاء. الحلقة التي يفترض أن تعرض نهار الأربعاء الماضي، وشى الإعلان الترويجي لها، بسياق يشبه «منّا وجر» عبر انتهائه بغناء الحاضرين (لينا دوغان- مهى ضاهر، ميشال قزي، شربل عبود، غادة أبو عضل ..) أغنية «لعيونك». كأن تقاطعاً أصاب البرنامجين الوحيدين اللذين استضافا جزءاً من موظفي القناة. في «منّا وجر»، يسأل بيار رباط كارين سلامة: «بلشنا بأغنية لعيونك (..) بعدو بمون الرئيس الحريري ومنقله لعيونك؟». يعلو التصفيق داخل الأستديو، لتجيب سلامة: «أكيد لعيونك اليوم أكثر من قبل». نتحدث هنا، عن رأس مؤسسة إعلامية أسهم لأكثر من عامين بمعية إدارتها في تجويع وتمييع حقوق العاملين داخلها. طبعاً، قناة «المرّ» وغيرها من القنوات المماثلة لن توصّف هذا الواقع، الذي أعطته الصحافة المكتوبة حيّزاً كبيراً في ما خص الحقوق، والضغط في سبيل إعادتها الى أصحابها. في الحلقة كلام يقتصر فقط على استخدام عبارة «أزمة اقتصادية صعبة» من دون الخوض في باقي تفاصيلها ومخلّفاتها. تصدح أصوات الحاضرين (محمد زينب هادية سنو، زينة جانبيه، كارين سلامة، وجوزيف حويك وبياريت القطريب) في «منّا وجرّ» بمبايعة سعد الحريري على الهواء بعد تعليقه العمل في مؤسسته الإعلامية، ويقينهم أن جزءاً كبيراً منهم لن يكون لهم مساحة «المستقبل» بعد إعادة فتحها من جديد وإعادة هيكلتها. تبقى «لعيونك» العبارة السحرية الأبرز التي أتت في زمن رفيق الحريري، وانتقلت الى نجله الذي له اليد الطولى في إيصال «المستقبل» الى ما وصلت اليه الآن!