هي «ثورة الجياع» قد لا نبالغ في هذا التوصيف، الذي يخصّ موظفي تلفزيون «المستقبل». بعد درب الجلجلة الطويل الذي امتدّ لأكثر من عامين، ومحاولات خجولة لوّح بها هؤلاء قبل شهرين، عبر تأخير بسيط عن بث «عالم الصباح»، أو تغييب بعض نشرات الأخبار غير الرئيسية، تتجه الأمور اليوم الى الشلل التام في القناة الزرقاء. أمس، رفع هؤلاء أصواتهم ليقولوا «كفى» للإدارة ولكل الوعود والمماطلات. فقد سقطت التسوية أمس، لدى تخلّف الإدارة عن دفع مستحقات الموظفين (نصف راتب) بعد مرور خمسين يوماً على تلقيهم الرواتب الناقصة، وقبولهم بالتضحية بنصف الموظفين ضمن آمال واهية بالحلحلة. لم تف الإدارة بوعودها، وبدفع الرواتب، فصعّد هؤلاء، وأوقفوا نشرات الأخبار (الثانية عشرة والثالثة والمسائية). أمس، كانت المرة الأول في تاريخها، التي تغيب فيها النشرة المسائية عن شاشتها. استتبعت اليوم بسلسلة خطوات، تمثلت في تغييب برنامج «أخبار الصباح» (برنامج ماغازيني صباحي)، و«عالم الصباح» إذ استبدل الأخير بإعادة لحلقة «بلا طول سيرة» لزافين قيومجيان. ومن المتوقع أن يغيب برنامج «انترفيوز» الذي يبث مساء، الى جانب امتناع الفريق التحريري والتقني، عن تغطية أحد نشاطات «السراي». إذ تركت التغطية لـ«تلفزيون لبنان». إذاً مشهدية مختلفة، تشلّ الشاشة الزرقاء، وسط عجز واضح من الإدارة بحلّ الأمور، إذ توجه المدير العام للقناة رمزي جبيلي أمس الى الموظفين، واقترح عليهم إمهاله حتى يوم الغد كي تحلّ الأمور. حلّ رفضه هؤلاء، واستكملوا حلقات التصعيد. يذكر أن موظفي «المستقبل» أعلنوا في بيان نشر أمس، عن عدم قدرتهم على الإستمرار في تأدية مهامهم، الى حين تأمين رواتبهم كاملة، بعدما أضحى هؤلاء يرزحون تحت وطأة الديون والإستحقاقات المعيشية اليومية الصعبة.