في شباط (فبراير) الماضي، انطلق برنامج «المشهدية» على «الميادين»، كمحاولة لبرنامج ماغازيني، يجمع بين الجدية و«اللايت»، لكسر جمود باقي البرامج السياسية، وحتى النشرات الإخبارية. انطلاق البرنامج كان يشي ربما بإشارة إلى ما ستعدّله الشبكة الإعلامية لاحقاً في برمجتها، عبر إدخالها برامج أخرى تخرج هذه المرة، عن الطابعها الذي عرفت به طيلة الأعوام المنصرمة. «الميادين» التي احتفت بعيدها السابع قبل أيام، وعرفت بهويتها وصورتها الثابتة لدى الجمهور المتابع، كقناة اخبارية تقدم مروحة واسعة من البرامج والمساحات النقاشية السياسية، والثقافية، تحيط بالقضايا الساخنة في المنطقة، وتواكب حراكاتها، وتعرض وثائقيات على قدر عال من الإحتراف... يبدو أنها قررت إجراء تغيير تأخذنا الى سؤال حول أهدافه ــ ولو كان طفيفاً ــ وأثره على قناة «الواقع كما هو». مثلاً، لا يمكننا الجوم بأنّ برنامج «المشهدية» ــــ الذي يحتاج الى إجراء توازن عال ودقيق، في مساحة تلفزيونية واحدة، تنتقل ما بين الجدّ والترفيه ـــ نجح في تحقيق هذا الأمر، بسبب صعوبة اللعب على هذه الخطوط، والإنتقال بينها بسلاسة. ولعلّ الخطوة الناقصة، التي أقدم عليها البرنامج، كان في رمضان الماضي، عندما تحول الى مساحة اسبوعية، تتكىء على أرقام تويتر، وما ينشر عليه من تفاعل وهاشتاغات، لتقييم وتصنيف الأعمال الدرامية ونجومها. صحيح أن القائمين على البرنامج أكدوا مراراً على غياب سمة العلم عن هذه الأرقام، لكننا نتحدث هنا عن الأثر الذي تركته، وخطورته على الرأي العام. إذ استطاعت هذه الأرقام أن تحدث تفاعلاً واضحاً بين الجيوش الإلكترونية، وتعطي انطباعاً بأن الأرقام حقيقية أو يمكن أن يُستند إليها. الى جانب «المشهدية»، بدأ في شهر الصوم عرض برنامج «مثل يُحكى» (إعداد وتقديم: أماني مهنا - رسم وتحريك: علي بحمد- اخراج: يارا أبو حيدر).


أقل من دقيقتين، مدة كل حلقة، تعيد سرد قصة أشهر الأمثال الشعبية، على طريقة الأنيميشن، بطريقة جذابة، تترافق مع نص سلس وأداء لافت أيضاً لمهنا، مما استطاع تجسيد أجواء الفقرة، التي تخوص في كثير من الأحيان في التاريخ والتراث. وأخيراً، أعلن عن برنامج «يا ستار»، في بداية الشهر الحالي، الذي يقدمه مراسل المحطة علي مرتضى. ويبدو واضحاً من الفيديوات الترويجية، أن البرنامج يقوم على مبدأ satire، وينهل الإسم من هذا النمط من الفنون. «يا ستار» مشغول أيضاً على طريقة الغرافيكس، وباقي الأدوات التفاعلية، ويتركز بشكل أساسي على الشق السياسي والقضايا الساخنة. لكن حتى الآن، لا يمكن الحكم على البرنامج، بل التقاط اشارات قد لا تصب في مصلحة نجاحه،خاصة أن نمطه موجود بكثرة ولو بشكل ومستويات متفاوتة على الساحة الإعلامية، إلى جانب حاجة برامج مماثلة الى جهود واسعة في الرصد، واللعب على التناقضات والتصريحات. مهمة ليست بالسهلة على الإطلاق. مع هذه البرامج، التي أشعرت المتابع أن تغيراً ما قد حدث، ينتظر في الفترة المقبلة إطلاق برنامج جديد على «الميادين» مختص في السوشال ميديا، لم تعرف تفاصيله. لكن يبدو أن استراتيجية الشبكة تذهب اليوم، تبعاً لما قالته لنا، مديرة البرامج نيكول كاماتو، الى توسيع قاعدة المتابعين، عبر العمل على برمجة تتسم بالحيوية والديناميكية. كذلك، تضع القناة ثقلها في وسائل التواصل الإجتماعي، وهذا ما بدا جلياً من خلال احتفاليتها بعيدها السابع. تركز كاماتو في هذا الشق، على أهمية ردود الأفعال إزاء ما تعرضه من برامج، واخذها في الاعتبار لإبقاء أو تغييب برنامج معين.