قبل عقد ثلاث قمم في ديارها (عربية وخليجية واسلامية) وصفتها بـ «الطارئة»، حشدت المملكة السعودية عبر ضخّ إعلامي ودعائي لهذه القمم، حتى إنّها سخّرت الدعاة السعوديين، ومن ضمنهم الرئيس العام «لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي» عبد الرحمن السديس، الذي دعا الى التعاون مع «ولاة أمرنا ومع قادة المسلمين (..) ليخرج المؤتمر بالآثار العظيمة التي تعول عليه». وطلب من زوار الحرم المكي تخفيف الزحام إفساحاً في المجال لنجاح عقد القمم. أضف إلى ذلك الكشف أخيراً عما يشبه الاستثمار في العالم الإفتراضي، وامكانية المغردين الإستحصال على المال، مقابل تنفيذ بروباغندا حول القمم. بدوره، راح الإعلام السعودي يروج لأهمية القمم المعقودة بما أنها تقام في جوار «الحرم المكي»! في هذه الأجواء، كان لافتاً دعوة أمير قطر تميم بن حمد آل ثاني، لحضور القمة الخليجية الطارئة، بعد عامين من الحصار الإقتصادي والسياسي والديبلوماسي الذي فرضته السعودية وجيرانها على قطر. هكذا رفرف علم الأخيرة على الطرق السريعة في مكة، واثار رفعها على الأعمدة ضجة واسعة على المنصات الإفتراضية. وفيما اعتقد أن هذه الخطوة من شأنها فتح علاقات جديدة بين البلدين، الا أن الناظر في الإعلام القطري، سيجد حتماً أمامه السياسة نفسها، تجاه السعودية. ضمن برنامج «الحصاد» أمس، عُرض تقرير (اعداد/ فاطمة التريكي) مفصّل فاق الأربع دقائق، وحوى رسائل سياسية واضحة. سأل التقرير: «لماذا يحشد لهذه القمم العرب؟». وذكر بما حصل قبل عامين لدى استضافة الرئيس الأميركي دونالد ترامب، وعقد اتفاقات فاقت تريليون دولار. التقرير لمح الى أموال الحج التي يقتل من خلالها «المسلمون دون فائدة»، وذكر بحصار قطر و «خسارة وحدة الخليج». ولم ينس اليمن وقضية اغتيال خاشقجي، وحتى تهميش الدور التركي الذي «لا يمكن ان يُخرج من المعادلة» بحسب التقرير.