يسجّل للفنان الإماراتي حسين الجسمي العدد الأكبر من الأغاني التي خصّ بها الرئيس المصري، عبد الفتاح السيسي منذ أغنية «بشرة خير» التي ترافقت مع مجيء السيسي الى الحكم عام 2014، مروراً بأغنية «كمل مشوارك السكة لسه في أولها» (2013)، و«تسلم إيديك» التي غناها بعد عزل الرئيس محمد مرسي في العام نفسه. العام الماضي، غنى الجسمي في حفلة «نصر أكتوبر» أمام الرئيس المصري، وصدح صوته غناء بـ «بشرة خير». ولدى انتهائه من الوصلة، حمل السيسي الميكروفون، وتوجه اليه بالشكر. كانت المرة الأولى، التي يشكر فيها الأخير الجسمي، على هذا الكمّ من الأغاني والتطبيل، قال له: «ما جتش الفرصة عشان اشكرك.. أنا بحييك.. كتر خيرك كتر خيرك». ويبدو هنا في عبارة «كتر خيرك» التي جاءت على لسان رئيس مصر، أن الجسمي أغدق عليه أكثر من المتوقع. قبل يومين، أعلنت «الهيئة الوطنية للإنتخابات»، في مصر، نتيجة الإستفتاء الذي جرى أخيراً، لصالح إجراء تعديلات دستورية تتيح للسيسي بقاءه في السلطة لغاية عام 2030. استفتاء ترافق مع تحشيد واسع إعلامياً، لحث المصريين على المشاركة، و«إنقاذ بلادهم». كان لافتاً وقوع فرقة «مسار إجباري» في هذا الفخ، عبر إطلاقها أغنية تحت عنوان «انزل وشارك» قبل عملية الإستفتاء. أغنية تشاركتها مع الفنان أحمد شيبة، وشكلت صدمة للجمهور، كون الفرقة الموسيقية الشابة لطالما تغنت بالثورة، وحكي عن تهديد تعرضت له، أجبرها على دخول موجة التطبيل للنظام المصري. آخر الوافدين الى هذه الحلقة، لبنانية هذه المرة، هي نانسي عجرم التي أطلقت أغنية مصوّرة بعنوان «راجل ابن راجل» (كلمات ملاك عادل- ألحان وليد سعد). الكليب الذي يشبه غيره من الشرائط المنفذة، يستخدم الأدوات عينها في تصوير يوميات الشارع المصري، و«الغلابة»، ويمجّد في السيسي، ويصوره كمنقذ للبلاد. تقول كلمات الأغنية: «الي قلبه على البلد ديه يبقى راجل ابن راجل»/ «الي مصر في عينه غالية يبقى راجل وابن راجل»/ و«الي نفسه يشوفها غالية يبقى راجل وابن راجل». مجموعة كلمات تدخل ضمن البروباغندا الخالصة للرئيس المصري، تقودها فنانة لبنانية، مهدت لتسهم في جوقة «تحميس» المصريين على المشاركة في الإستفتاء.