يبدو أنّ لعنة اغتيال الصحافي السعودي جمال خاشقجي لا تزال تلاحق ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، ومشاريعه التسويقية الإعلامية التي تسعى نحو صناعة صورة «لا غبار عليها» للمملكة. فبعد إعلان mbc في أيلول (سبتمبر) الماضي عن إنشاء استديوات لإنتاج الأفلام السينمائية والأعمال الدرامية، وتعيين بيتر سميث مديراً تنفيذياً للمشروع، كُشف النقاب الشهر الماضي عن نية المملكة منافسة شبكة «نتفليكس» الأميركية في العالم العربي، بغية «بث بروباغندا ضد قطر وإيران»، تبعاً لما نشرته صحيفة «فاينيشال تايمز» الأميركية وقتها.
جهود يضاف إليها فشل المملكة، وتحديداً ولي العهد السعودي، في إنجاح التفاوض مع شركة «فايس ميديا» وتحقيق شراكة إعلامية معها. تفاوض بدأ منذ عام 2017، يهدف إلى استقطاب الشباب السعودي من خلال هذه المنصة الإعلامية، إذ كشفت صحيفة «وول ستريت جورنال» أخيراً عن نية الشركة مراجعة الصفقات التي أبرمتها مع «المجموعة السعودية للأبحاث والتسويق»، بغية إنتاج أفلام وثائقية عن المجتمع السعودي، على خلفية اغتيال خاشقجي. يأتي ذلك بعيد مفاوضات أجراها ابن سلمان مع الرئيس التنفيذي للشركة الإعلامية شاين سميث، العام الماضي، حول إمكانية صناعة أفلام حول «الإصلاحات الاجتماعية» في المملكة. معلومات أخرى أوردتها الصحيفة الأميركية تخص فشل ابن سلمان في إنشاء إمبراطورية إعلامية عالمية لمحاربة خصومه، وإعادة تشكيل صورته في الغرب.
مشاريع يضاف إليها كذلك التوسّع الذي أجرته المملكة أخيراً، من خلال شراء حقوق صحيفة «إندبندنت» البريطانية وإطلاق النسخة العربية منها، في منتصف الشهر الماضي، إلى جانب إطلاقها قناة «بلومبيرغ» الاقتصادية الناطقة بالعربية بعيد توقيع المملكة صفقة مع «المجموعة الإعلامية الدولية» (بلومبيرغ) في أيلول (سبتمبر) الماضي. لكن يبدو أن اغتيال خاشقجي وقف سدّاً منيعاً في وجه استكمال باقي المشاريع المماثلة والتوسعية.