أمس، نشر المصوّر في صحيفة «المستقبل» نبيل اسماعيل، صورة وداعية أخيرة، للعاملين في الصحيفة، الذين اصطفوا على درج مبناهم في «سبيرز» (الصنائع)، وحمل بعضهم غلاف الصحيفة في لقطة تذكارية قبل صدور عددها الأخير. اليوم صباحاً، صدر العدد رقم 6585، الرقم الأخير لصحيفة استمرت لمدة عشرين عاماً. في العدد، التذكاري، الذي خصص لإستعادة مراحل ولقطات أرشيفية، اتسم بكثافة الإعلانات، وباستذكار محطات سياسية أغلبها يصب في السنوات الأخيرة بعيد إغتيال رفيق الحريري (2005). «المستقبل بين جيلين» عنوان المانشيت التي رافقت العدد الأخير، وكتب إفتتاحيتها مستشار سعد الحريري هاني حمود، الذي عزى توقف الصحيفة اليوم، الى الثورة التكنولوجية وتحوّل القارىء الى ناشر ينافس الصحف. «20 عاماً وما خلصت الحكاية» عنوان فرعي آخر تصدر الصفحة الأولى من «المستقبل»، يعدّ في ختامه بإطلاق الموقع الإلكتروني الخاص بالصحيفة، يوم 14 شباط (فبراير) المقبل تزامناً مع إحياء ذكرى إغتيال الحريري الأب. في العدد الوداعي، بدا واضحاً أن لا جهود وضعت فيه ليكون بالفعل، آخر نسخة ورقية للصحيفة. اتكأ العدد الأخير على قص ولصق الصفحات الأولى، وعناوينها الرئيسية، كما جاءت في تلك الحقبة من 11 أيلول 2001، مروراً بغزو الأميركي للعراق، وصولاً الى إغتيال الحريري، «ثورة الأرز»، و أحداث 7 ايار 2008، والفراغ الرئاسي، والمحكمة الدولية، وحتى اعتبارها أن تدشين «جادة الملك سلمان بن عبد العزيز» في بيروت ضمن أحداث مفصلية. إذاً، عدد وداعي صدر اليوم لصحيفة ستغيب تماماً عن الصدور، صحيح أنه لم يكن بقدر التوقعات، لكن، أقله ظلّ للبعض ذكرى تنضم الى باقي الأعداد الوداعية لمن سبقها من الصحف!