«انتعلت غبارها ومشت»، عبارة مقتبسة عن رواية الأديبة والصحافية مي منسى (1939-2019)، «أنتعل الغبار وأمشي» (دار الريس-2006)، للتأسي عليها. عن ثمانين عاماً، ومسيرة حافلة في الصحافة المكتوبة، والمرئية ناهزت نصف قرن، غادرتنا أمس، منسى، بعد أيام قليلة من دخولها في «غيبوبة»، إثر سقوطها في منزلها، وإصابتها بنزيف حاد. الصحافية والناقدة، ورئيسة تحرير مجلة «جمالك» الشهرية منذ عام 1986، كانت قد بدأت مسيرتها الإعلامية الحافلة عام 1959 كأول مذيعة في «تلفزيون لبنان»، وبعدها مقدمة ومعدة لبرنامجيّ «نساء اليوم» ، و«حرف في طريق الزوال»، لتدخل بعدها الصحافة المكتوبة (1969)، وتحديداً «النهار»، وتستمر فيها حتى وفاتها، كناقدة في شؤون الأدب، والمسرح، والموسيقى. مي منسى اسم ارتبط بوجه بسّام، وقصة شعر قصير رافقتها طيلة حياتها. اسم في جعبته سبع روايات باللغة العربية وإثنتان صادرتان باللغة الفرنسية، عدا كتاب مخصص لأدب الأطفال وترجمات مختلفة. ومن هذه الأعمال: «حكاية ناصر» (دار نوفل-1972)، «أوراق من دفاتر شجرة رمان» (دار النهار -1998)، «أوراق من دفاتر سجين» (دار النهار -2000)، و «المشهد الأخير» (دار النهار - 2002)، «حين يشق قميصه» (2009)، اضافة الى روايتها الشهيرة «أنتعل الغبار وأمشي» التي اختيرت بين 5 روايات من بين أفضل عمل روائي لجائزة «بوكر» العالمية. اليوم ترحل مي منسى، في عصر تهاوي الصحافة الورقية وأزمتها الوجودية، ترحل لتترك ابتسامة ظلت ترافقها حتى في أحلك لحظات حياتها، ومسيرة مهنية عامرة رافقت أجيالاً متعاقبة.