بعد انتشار حمّى فيلم «Bird Box» (إنتاج «نتفلكس» ــ 2h:4m) منذ بدء عرضه في شهر كانون الأول/ ديسمبر الماضي، ظهر «تحدٍّ» جديد من وحي الفيلم على غرار التحديات الأخرى التي انتشرت في السنوات الأخيرة على مواقع التواصل الاجتماعي. لكن هذه المرة أثار هذا التحدّي مخاوف من خطورته على سلامة الأفراد، إذ إنه قائم على قدرة الأشخاص على القيام بمهمات معينة وهم معصوبو العينين، مثل أبطال الفيلم، ثم تصوير أنفسهم ونشر الصور والفيديوات. هذه المخاوف أدت بجهات عدة، ولا سيما السلطات الأمنية في الولايات المتحدة، إلى إطلاق تحذيرات من قيادة السيارة بعينين معصوبتين، ولا سيما بعد وقوع حادث سير يوم الاثنين الماضي بسبب قيادة فتاة وهي معصوبة العينين سيارتها، تنفيذاً لهذا التحدّي.


خطورة عالية
حذّرت شرطة مدينة لايتون في ولاية يوتا الأميركية من هذا التحدي، اليوم، وقالت عبر «تويتر» إن تحدي «بيرد بوكس» أثناء القيادة، «نتيجته متوقعة».
وكانت فتاة تبلغ 17 عاماً قد اصطدمت بسيارة أخرى، ما أدى إلى تعرّض السيارتين لأضرار مادية، من دون وقوع إصابات.
كذلك هدّدت الشرطة الأميركية في ولاية نيو هامشير (شمال شرق)، الجمعة، المواطنين من المشاركة في تحدي القيادة بعينين معصوبتين، وقالت عبر «تويتر»: «إذا شاركتم في التحدي، وأنتم تقودون السيارة في نيو هامشير، سيُلقى القبض عليكم بتهمة ارتكاب جريمة السلوك المتهوّر، هذا إن بقيتم على قيد الحياة على خلفية الحادثة التي قد ترتكبونها».
وقال مسؤول في شرطة لايتون: «بصراحة، أنا مُحرج تقريباً من قول: لا تقودوا وأنتم معصوبو العينين، لكن يبدو أنّ علينا قول ذلك»، مضيفاً: «الاحتمالات عالية جداً، وإنه عمل ذو خطر محتمل: أن تجربوا وتفعلوه بهذه الطريقة أمر لا عذر له. وهو حقيقةً يعرّض الجميع للخطر».
وكانت «نتفلكس» قد أصدرت تحذيراً في وقت سابق من هذا الشهر للمعجبين بالفيلم، للتخلي عن أعمال الإثارة بعيون معصوبة. وغرّدت الشبكة عبر «تويتر» في حينه: «لا أصدق أنّ عليّ قول ذلك ولكن: أرجوكم لا تؤذوا أنفسكم بتحدي Bird Box».


45 مليون مشاهدة
بدأت «نتفلكس» بعرض الفيلم (إخراج سوزان بير) المستند إلى رواية بالاسم نفسه لجوش ماليرمان الشهر الماضي، ونال منذ ذلك الحين نسبة مشاهدة وصلت إلى 45 مليون حساب، بحسب أرقام الشبكة. لكن على المستوى النقدي، لم ينل الفيلم نجاحاً عالياً، واعتبره أغلب النقاد متوسط القيمة.
يحكي الفيلم الذي ينتمي إلى نوع الخيال العلمي، ولا سيما فئة قصص نهاية العالم وما بعدها (Post Apocalyptic)، قصة أم تجبر طفيلها على تعصيب عينيهما دائماً لتجنّب رؤية قوى خارقة للطبيعة تؤدي بهم إلى الانتحار. وتحاول الأم، خلال الفيلم، توجيه طفليها إلى طريق السلامة، عبر نهر هائج وغابة كثيفة، من دون أن يكونا قادرين على الرؤية.
ويأتي تحدي «بيرد بوكس» في إطار تنامي موجة التحديات التي تنتشر على مواقع التواصل الاجتماعي، ويخصص لها وسوم من أجل تحقيق مزيد من الانتشار.
وكان من أبرز تلك التحديات، تحدي رقصة «كيكي» الذي انتشر العام الماضي، وانتشر أيضاً عام 2014 تحدي دلو الثلج الذي هدف إلى التوعية على مرض التصلب العضلي الجانبي.