«الذكورية وما أدراك ما الذكورية.. معنّفة مسكينة» عنوان الإسكتش، الذي أتحفنا به برنامج «قدح وجم» (إعداد وإخراج: شربل خليل) أمس، وفيه تناول لقضية تعنيف المرأة، بشكل سطحي وإختزالي. صحيح أن من ضمن مهام البرامج الكوميدية، المبالغة في الأفكار أو في أشكال وأنماط «الكاركتيرات»، بهدف الإضحاك، لكن، ليس على حساب قضية حساسة، ما زالت ترزح تحت ظروف إجتماعية وقانونية قاهرة. في دقيقتين تقريباً، مدة الإسكتش، وضمن ما يشبه برنامج حواري تلفزيونياً، جلست الممثلة جوانا كركي المعرّف عنها في هذه الحلقة كـ «إعلامية»، تعرضت للعنف على يد طليقها. في المقابل، تقوم المذيعة التي ظهرت بشعر منكوش، بتلاوة ما يشبه البيان المنبري، إذ قالت: «الذكورية، وما أقبح الذكورية»، وتوجهت بعدها الى ضيفتها لتسألها عن العنف الذي تعرّضت له. فترد الأخيرة، بعبارات ومصطلحات تقع في الحقل عينه: «ذكورية مقزّزة، فوقية مقيتة»، وتشكو لها فشلها في ربح الدعاوى القضائية التي رفعتها ضد طليقها، بسبب «المجتمع الذكوري»، والقضاة والمستشارين «الذكوريين». بعدها يأتي الى الاستديو طليقها (فادي شربل)، مصاباً بسكين في جسده، كان قد طعنته طليقته به. يأتي ليشكو حاله، وإذ بالمذيعة، تنهال عليه بالضرب تحت وقع عبارة «ذكوري ذكوري».


هنا، في هذا الأسكتش بالتحديد، عدا تسطيح وتسخيف قضية العنف ضد المرأة، واستخدام صور نمطية، وكليشهات تتعلق بأشكال المناضلات النسويات، فإن الشريط يتسم بخطورة في القول بأن العنف ضد المرأة غير موجود، وأن الأخيرة هي التي تعنّف زوجها أو شريكها، وتخرج بعدها الى الإعلام لتظهر كـ «ضحية».