على هامش العرض الأول لفيلم المخرجة «كفرناحوم» الإثنين الماضي، حرصت ديما صادق، على إرتداء فستان أبيض طويل، طُبعت عليه عبارة بالإنكليزية «أنقذوا اللاجئين». وقفت صادق أمام عدسات المصوّرين، مستعرضة فستانها، عبر «فلشه»، لتبيان التصميم الذي ضمّ مجموعة أطفال صغار تعلوهم العبارة المذكورة آنفاً. ورغم أن فيلم لبكي لا يخص بالذكر قضية اللاجئين، بل يصوّر حياة البؤس والفقر المدقع، لفئات مختلفة من البشر المهمشة في بيروت خصوصاً أطفال الشوارع، يبدو أن ما فهم منه قبل عرضه لدى المذيعة اللبنانية، كان قشوراً على الأرجح. ضمن حلقة خاصة (1:13) أمس، عرضت lbci، مقابلة مع صاحبة «كاراميل» وزوجها الموسيقي خالد مزّنر، أدارتها صادق. طيلة الحلقة، علت الدهشة والذهول وجه صادق مما سمعته من ضيفيها، عن كواليس وواقع الفيلم، الذي لم يأت بعناصر بشرية من خارج إطار القضايا التي قاربها: الزواج المبكر، عمالة الأطفال، التسّول، أوضاع العاملات الأجنبيات، الفقر.. بل عمد الى اختيار أبطال حقيقيين عايشوا واختلطوا بهذا الواقع المرير. كرّرت صادق مرتين السؤال للبكي: «وين صورتي، هل فعلاً في بيروت؟».


الأسئلة التي لم تكن على المستوى المطلوب، ولم تذهب الى أعمق من المقابلة العامة، يضاف إليها أداء صادق المبالغ به في التعبير (اغرورقت عيناها مرات عدة بالدموع)، والتأثر لدى سماع قصص أبطال «كفرناحوم» البائسة، حتى انها اعترضت مرة بشكل مفاجىء لدى سماعها مزنر يتحدث عن نظام الكفالة للعاملات الأجنبيات، وكيف اضطر أن يكفل العاملة الاثيوبية يوردانوس شيفرو (تجسد دور رحيل في الفيلم) على إسمه كي تستطيع العمل في فيلمه، هنا، قاطعت صادق لتقول بإستهجان :«أي نوع من الدولة موجودين فيها؟». وكأن الأخيرة غائبة بالفعل، عما يحصل في هذا القطاع، وعن نظام «العبودية» المحيط بهذه الفئة العاملة في لبنان. بان هنا، الفرق شاسعاً في التحضير للمواضيع وللقضايا الشائكة، والإتكاء فقط على الإجابات لتلقف الأسئلة. حادئة ثانية يمكن ذكرها هنا، لدى الحديث عن الطفل زين الرافعي -بطل الفيلم- المتواجد حالياً في النرويج. هنا، شرحت لبكي كيف أجرت «الكاستينغ» على الأطفال، لإختيار بطل عملها، وفي الحديث استفاضت لتتناول صفات من يعيشون في أحزمة البؤس. سألتها صادق: «هل فعلاً كان يقول هذه الألفاظ النابية في حياته اليومية؟». أكدت لها المخرجة اللبنانية أن «الطفل تربى في الشارع» فمن الطبيعي أن يصدر عن لسانه ألفاظ نابية وتفوق عمره الصغير.
في المحصلة، انتهت الحلقة، التي عبّرت فيها لبكي وزوجها بصدق عن عملهما السينمائي، وحرصهما على تصوير وتفكيك احزمة البؤس وأبطالها في بيروت، فيما ظلت صادق أسيرة الدهشة طيلة الوقت، ولم تقفز في الحوار الى ما هو أعمق وأبعد من عمل يجترح الكثير من التساؤلات والمحاور.