الأسئلة التي لم تكن على المستوى المطلوب، ولم تذهب الى أعمق من المقابلة العامة، يضاف إليها أداء صادق المبالغ به في التعبير (اغرورقت عيناها مرات عدة بالدموع)، والتأثر لدى سماع قصص أبطال «كفرناحوم» البائسة، حتى انها اعترضت مرة بشكل مفاجىء لدى سماعها مزنر يتحدث عن نظام الكفالة للعاملات الأجنبيات، وكيف اضطر أن يكفل العاملة الاثيوبية يوردانوس شيفرو (تجسد دور رحيل في الفيلم) على إسمه كي تستطيع العمل في فيلمه، هنا، قاطعت صادق لتقول بإستهجان :«أي نوع من الدولة موجودين فيها؟». وكأن الأخيرة غائبة بالفعل، عما يحصل في هذا القطاع، وعن نظام «العبودية» المحيط بهذه الفئة العاملة في لبنان. بان هنا، الفرق شاسعاً في التحضير للمواضيع وللقضايا الشائكة، والإتكاء فقط على الإجابات لتلقف الأسئلة. حادئة ثانية يمكن ذكرها هنا، لدى الحديث عن الطفل زين الرافعي -بطل الفيلم- المتواجد حالياً في النرويج. هنا، شرحت لبكي كيف أجرت «الكاستينغ» على الأطفال، لإختيار بطل عملها، وفي الحديث استفاضت لتتناول صفات من يعيشون في أحزمة البؤس. سألتها صادق: «هل فعلاً كان يقول هذه الألفاظ النابية في حياته اليومية؟». أكدت لها المخرجة اللبنانية أن «الطفل تربى في الشارع» فمن الطبيعي أن يصدر عن لسانه ألفاظ نابية وتفوق عمره الصغير.
في المحصلة، انتهت الحلقة، التي عبّرت فيها لبكي وزوجها بصدق عن عملهما السينمائي، وحرصهما على تصوير وتفكيك احزمة البؤس وأبطالها في بيروت، فيما ظلت صادق أسيرة الدهشة طيلة الوقت، ولم تقفز في الحوار الى ما هو أعمق وأبعد من عمل يجترح الكثير من التساؤلات والمحاور.