قد تكون مفاعيل جلسات المرافعات الأخيرة لـ«المحكمة الدولية الخاصة بلبنان» التي عقدت أخيراً في لاهاي، أقل وطأة مما شهدناه البارحة على المنصات الإجتماعية. ما حصل أمس، من مشاداة وتوتر عال انعكس بطبيعة الحال على الساحات الإفتراضية، أعطى إستشعاراً بخطر ما يحدق بالساحة اللبنانية، وهشاشة الوضع الحالي. كل ذلك على خلفية النزاع بين «بلدية الغبيري» ووزير الداخلية نهاد المشنوق، الذي رفض التوقيع على قرار تسمية أحد شوارع الغبيري بإسم الشهيد مصطفى بدر الدين، لما اعتبره «موافقة ضمنية، خصوصاً حين يتعلّق الأمر بخلاف سياسي يتداخل فيه الطابع المذهبي بالأمني وينشأ بموجبه خطر على النظام العام» وتصميم البلدية على هذه التسمية ورفع اللافتة الى جانب «مستشفى الزهراء»، وتلويح «الداخلية» بإزالة اللافتة.
اشتعلت المواقع الإجتماعية أمس، وحضر فيها بقوة الطرفان المتنازعان، وهذه المرة، سجّل دخول العنصر الإسرائيلي عليها، المتمثل في تغريدات متتالية للمتحدث بإسم الجيش الصهيوني أفيخاي أدرعي، اعتبر فيها أن بدر الدين مشتبهاً به في إغتيال الحريري الأب، وبدا الإستياء واضحاً حين قال إنه «ربما في المستقبل سنرى في بيروت مطار نصر الله»، و«المستشفى الحكومي بإسم قاسم سليماني». دخول العنصر الإسرائيلي، على الجبهة المشتعلة لبنانياً، أتى ليؤكد أهمية ومكانة «ذو الفقار» الذي قاوم طويلاً الإحتلال الإسرائيلي في لبنان. ورغم إحتدام المعركة الإفتراضية التي توزعت على هاشتاغات مختلفة أبرزها «#بدر_الدين_اسمك_يرعبهم»، و«#مشنوق_على_نفسك»، وإعتبار أن مجرد تسمية احد الشوراع بإسمه يعدّ «إغتيالاً ثانياً للحريري»، الا أن هذه المساحة الإفتراضية تخلّلها بعض الطرافة، أبرزها مطالبة المغردين بتسمية مطار بيروت بإسم بدر الدين. كذلك لم تسلم صحيفة «المستقبل» من هذه السخرية، فقد نشرت صورة لصفحتها الأولى تم التلاعب بها عن طريق الفوتوشوب، تتصدرها لافتة شارع «مصطفى بدر الدين»، مرفقة بمانشيت: «مطلوب شقة للإيجار في شارع مصطفى بدر الدين».