لا تزال موجة الغضب في أوجها في ما خص تفعيل قرار استصدار موافقة سفر لكل السوريين الذين تراوح أعمارهم ما بين 17 و42 عاماً من شعبة التجنيد. وقد أثارت مداخلة قدّمها المذيع السوري نزار الفرّا على قناة «سما» ضمن برنامجها الأسبوعي «أحوال الناس» (كل ثلاثاء العاشرة ليلاً ــ تقديمه وإعداده بمشاركة وليد محيثاوي) جدلاً كبيراً. الكلام لم يكن سوى مكاشفة حقيقية عما يتسببه هذا القرار الذي نفّذ بشكل فجائي، وعن السلوكيات المتعبة بعكس تصريح وزير الخارجي وليد المعلّم أخيراً عن نيّة الدولة السورية تقديم كل التسهيلات والضمانات للشباب السوري كي يعود إلى بلاده.
وأوضح الفرّا بأن هناك من يحاول هّز الثقة التي عملت عليها مؤسسات الدولة طويلاً، وتبديد جهود إدارات بدأت بإقامة مهرجانات لتصدير صورة لطيفة عن التعافي السوري. الكلام كان بمثابة فضفضة لعدد كبير، تضرّر من هذا القرار الذي صدر أصلاً في سنة 2007 ولم يطبق بحرفيته إلا في أثناء الأزمة لأيّام عدة، ثم طوي لحين تطبيقه قبل أيّام. الغريب بأن الكلام الذي قاله الفرّا ولاقى قبولاً واستحساناً من قبل غالبية المتابعين سبق أن كتبه أحد الصحافيين السوريين المقيمين في بيروت، فقوبل بموجة شتم وتخوين من قبل موظف في الإعلام الرسمي. المهم أنّه بعد هذا السجال، صدر مرسوم رئاسي سوري أضيفت بموجبه إلى هذا القانون فقرة تستثني المعفيين من الخدمة الإلزامية من استصدار موافقة التجنيد قبل السفر.