أثار الإستفتاء الذي نشرته «العربية» أخيراً، ضمن محطتها اليومية «إستفتاء الخامسة»، موجة غضب وإحتجاج من قبل الناشطين على تويتر. ضمن سؤالها عن من/ما تقع عليه «مسؤولية التحرش»، وضعت القناة السعودية، ضمن الإجابات المحتملة، فرضية أن تكون «ملابس المرأة» دافعاً للتحرش! وما زاد الطين بلّة، إنتهاء الإستفتاء الإلكتروني بنتيجة أن «ملابس المرأة» (36%) هي السبب في عملية التحرش، فيما حلّ في المرتبة الثانية «تراجع قيم المجتمع» (34%)، و«ضعف القوانين» (21%) ثالثاً، و«سلوك الرجل» (9%) في المرتبة الأخيرة. طبعاً، الإستفتاء على تويتر، لا يمت بصلة لأي قاعدة علمية، ولا يتمتع بالتالي بأي دقة في هذا الخصوص. قصدت «العربية» وضع عبارة «ملابس المرأة»، ضمن الإحتمالات -وليس عن عبث- بغية تكريس وتبرير عمليات الإغتصاب والتحرش المنتشرة في العالم العربي، ولوم المرأة على «عدم تسترها». المفاجأة كانت بتصويت أكثر من 7 الآف مغرد/ ة على هذه الإجابة، وإغفال غياب القوانين أو حتى إضافة عوامل أخرى، قد تكون أقرب الى الواقع، تتعلق بالأسباب المرضية والنفسية لدى المتحرش.



سؤال الشبكة السعودية، اثار إمتعاضاً على موقع التغريد الأشهر، فيما صبّت جلّ التعليقات (300 تعليق)، في إنتقاد طريقة وفحوى الإستفتاء، بإعتباره مسيئاً للمرأة، ومبرراً للتحرش ولمرتكبيه. وبخلاف المصوتين على الإستفتاء، اعتبر المعلّقون أن ملابس المرأة لا دخل لها بالتحرش، بل ما كرّسته الثقافة العربية بأن المرأة «كائن ضعيف يسهل التعدي عليها». أمر عزّزه بالطبع غياب القوانين والمحاسبة.