في كسر للقواعد المهنية، وللوقت المخصص عادةً للتقارير الإخبارية، خصصت قناة mtv، أمس الأربعاء تقريراً في نشرة أخبارها المسائية، في ذكرى انتخاب بشير الجميل رئيساً للجمهورية في 23 آب (أغسطس) من العام 1982. التقرير المطوّل الذي أعدّته دنيز رحمة فخري، قاربت مدّته السبع دقائق، وحضر فيه الوزير السابق سجعان قزي، كضيف رئيسي، فيما فنّد الريبورتاج 21 يوماً حكم فيها الجميّل قبل اغتياله في 14 أيلول (سبتمبر) من العام نفسه. التقرير الذي ذيّل بجملة «21 يوماً من عمر وطن ترجم مفهوم الرئيس القوي»، لا شك أنّه شُغل لتوجيه رسائل إلى الأطراف السياسية المناوئة، لا سيّما «التيار الوطني الحرّ» و«حزب الله». بدا مضمونه موجّهاً إلى هذين الطرفين بقوّة، من دون الحاجة إلى ذكرهما بالاسم.
تحدّث قزّي عن الجميّل بوصفه «تجسيداً للرئيس القوي، لشعبه، لوطنه»، وليس «لعائلته وعشيرته، وطائفته». «عظّم» التقرير بزعيم «القوات اللبنانية» السابق، إلى حد مبالغ به، لناحية كونه «حقق في 21 يوماً ما عجز رؤساء جمهورية كثر من تحقيقه قبله وبعده بسنوات»، كما قالت معدّته. وأضاف وزير العمل السابق على كلامها أنّ الجميّل :«غيّر لبنان من دون الحاجة إلى توقيع مرسوم»، غامزاً من قناة «الإصلاح والتغيير».
وبعد رمي التيار البرتقالي بسهام «قناة المرّ»، أتى دور «حزب الله»، من خلال ترداد عبارات عن بشير كـ «قائد للمقاومة اللبنانية»، إضافة الى فتح موضوع محاربة الفساد. هنا، كان الجمّيل مجدّداً محطّ تبجيل، إذ خلص قزي إلى أنّ الرئيس المغتال استطاع «ضرب الفساد قبل تسلمّه حتى للحكم». التقرير الذي تخلّلته العديد من المشاهد الأرشيفية وفيديوات من خطابات بشير الجميّل، كما استذكر في نهايته بعضاً من مضامين خطاب القسم الذي لم يتمكن الأخير من تلاوته، لا شك أنّه نجح في التصويب على حزبَيْن سياسيَيْن لبنانيَيْن ضمن بروباغندا مضادّة سعت إلى تعزيز صورة بشير «الرئيس القوي وقائد المقاومة»!