لا يمكن لمتابع متمرّس أن يغبن شركة «غولدن لاين» (ديالا الأحمر) حقها في المقدرات التسويقية اللافتة. فعلياً، هي الشركة السورية الوحيدة، القادرة على اقتحام كبرى المحطات العربية. تنجز أعمالها وتبيعها لعدد كبير من الفضائيات مهما كلّفها الأمر. العام الماضي، باعت الشركة مسلسلها «هارون الرشيد» (عثمان جحى وعبد الباري أبو الخير) إلى 18 محطة دفعة واحدة. كذلك، سوّقت «وردة شامية» (مروان قاووق وتامر اسحق) بشكل جيّد، بعدما عرض جزء منه على الإنترنت. ورغم أن الإعلان المبدئي عن إنجاز العمل نَسب النص إلى سليمان عبد العزيز، إلا أن الكاتب الحقيقي له هو قاووق. الأخير أعدّ ثلاثين حلقة بناءً على مقترح الشركة لإعادة إحياء قصّة ريّا وسكينة بقالب شامي. الاجتراح الذكي الذي ولّف الشعبي على المنطق الشامي السائد، ساعد في جذب شريحة جيدة من الجمهور. وقد مهّدت لذلك ثلاثية سلافة معمار، وشكران مرتجى، وسلّوم حداد، ومقدراتهم التمثيلية المشهود لها أصلاً. هكذا، قررت الشركة استثمار نجاح المسلسل، وفق ما يكشف كاتبه مروان قاووق في حديثه مع «الأخبار». ويضيف: «جرى الاتفاق مع الشركة المنتجة والمخرج تامر اسحق على كتابة جزء ثان من هذا المسلسل، ومن المفترض أن ينطلق تصويره مطلع العام المقبل. حتى هذه اللحظة، لم أكتب سوى خمس حلقات، على أن أتفرّغ للعمل كلياً بعد إجازة عيد الأضحى، ريثما تكون الشركة قد رست على قرارها النهائي بخصوصه. وحالياً، أكتب الجزء الرابع من «عطر الشام»».أما عن جماهيرية «وردة شاميّة»، فيشرح قاووق: «بشكل فعلي، استمد أرضيته الجماهيرية من مفردات السيرة الشعبية لشخصيتين شهيرتين هما ريّا وسكينة، اللتين كشف أخيراً كيف كانتا تقتلان الجنود الإنكليز في حقبة ماضية. هنا اتكأت على الشخصيتين وفكرة القتل، وتوسّعت نحو تفاصيل شامية يمكن أن تحدث في العصر العثماني، لكنّها ليست حقيقية ولا واقعية ولا يوجد لها أي جذر تاريخي. هي مجرّد فانتازيا ركّزت على التعاطي الإنساني عندما يكون مطروحاً بمنطق التعاطف ويقابل بالقتل. من ناحية ثانية، منحت المرأة مساحة شاسعة من القسوة والعنف الداخلي في ردات فعلها، وهذا غير دارج». يستكين الكاتب الشامي الذي ينجز آلاف الصفحات المتشابهة سنوياً، في نجاح مسلسله الجماهيري إلى إمكانيات الشركة ورؤية مخرجه. ويؤكد أن الجزء الثاني سيكون مختلفاً بشكل جذري عن الأوّل. ويدّعي بأن نجاحه سيكون مضاعفاً. نسأله كيف ذلك وقد صارت فرضية الموضوع واضحة بأن فتاتين ذهبتا نحو القتل لمواراة فضيحة تلاحقهما، فإذا بهما تنغمسان في القتل اليومي حتى تقع «شامية» (شكران مرتجى) في مصيدة العدالة وتسجن. يجيب قاووق: «ما يمكنني قوله بأن شامية ستخرج من السجن. أما كيف، فسأتركها لحين المشاهدة. حالياً أمامي حلّان: إما أن تهرب إلى إحدى المحافظات السورية وتتبعها «وردة» (سلافة معمار) بعد أن تتخلّص من «عاصم» (سلّوم حداد) زوج شامية وشريكهما في القتل، أو تسلك درب لبنان. وفي كلتا الحالتين، ستعودان إلى القتل، لكن هذه المرّة في سياق الدفاع عن النفس على اعتبار أنّهما ملاحقتان». أخيراً، يؤكد قاووق أنه لا يفتح أيّ نقاشات مع نجوم المسلسل بمنطق الشراكة الفنية، أو تقديم وجهات النظر، وأن مسألة الأدوار واستمرار الممثلين الذين أدوها، أمرٌ مناط بالجهة الإنتاجية والمخرج فقط!