في الوقت الذي أوقفت فيه محطة mbc بثّ جميع الأعمال التركية على شاشتها، قرّرت قناة «الجزيرة» القطرية القيام بخطوة عكسية، وهي التركيز على المشاريع التركية. في التفاصيل أن الشبكة السعودية اتخذت خطوة قرار تجميد تلك المشاريع بسبب الخلاف السياسي بين الرياض وأنقره التي تدعم «الإخوان المسلمين»، وردّاً على وقوف تركيا إلى جانب الدوحة في الأزمة الخليجية التي اندلعت قبل أشهر. من هذا المنطلق وبشكل مفاجئ، أعلنت mbc في آذار/ مارس الماضي عدم عرض أيّ مسلسلات أو أفلام تركية، من دون أن تحدّد إمكانية «عودة المياه» إلى مجاريها. مع العلم أن mbc كانت «عرّابة» المشاريع التركية في العالم العربي، وبدأت عرضها على شاشتها منذ العام 2008 مع مسلسل «نور».
10 سنوات بثّت فيها المحطة أكثر من 100 مسلسل وفيلم، ولعبت دور «تلميع» صورة الأتراك والترويج للسياحة هناك. لكن قرار التجميد اتخذ بين ليلة وضحاها وأدّى إلى خسائر مالية ومادية على المحطة، وستبدأ مفاعيله تتضح في الأسابيع المقبلة. كذلك، ستخسر mbc في القريب العاجل ملايين المشاهدين الذين كانوا ينتظرون المسلسلات التركية وسيفتشون عن شاشة أخرى لمتابعة الأعمال. هذه الفترة «الموجعة» التي عانتها الشبكة السعودية، وجدتها «الجزيرة» فرصة ملائمة للاتجاه نحو تركيا وإلقاء الضوء عليها. تلك الخطوة جاءت لأسباب عدّة، أبرزها جذب انتباه المشاهد الخليجي نحو «الجزيرة» وهجرته للشبكة السعودية. كما أنه تصرّف «كيدي» تجاه mbc التي أجبرت على ترك تلك الأعمال بسبب «الحرب الخليجية». فقد خصّصت الشبكة القطرية ميزانية ضخمة لإنتاج أفلام وثائقية عن أهم المدن التركية، ويتواجد حالياً فريق عمل كبير (من مختلف الدول العربية) في تلك المناطق. على أن تبدأ قريباً بث تلك المشاريع التلفزيونية المتنوعة على شاشتها.
في السياق نفسه، ستبدأ قناة «bein دراما» القطرية عرض العديد من المسلسلات التركية المدبلجة. هذه الخطوة ستصبّ أيضاً في مصلحة المشاريع التركية التي تجذب انتباه المشاهد الخليجي الذي اعتاد على الأعمال المدبلجة إلى العربية باللهجة السورية.