ما حصل صباح اليوم في المختارة، لم يكن بالأمر العابر، لناحية الإخراج الإعلامي والسياسي والحزبي... بدءاً من الحشد للذكرى الأربعين لاغتيال الزعيم كمال جنبلاط، وصولاً إلى حركة الكاميرا التي غطت جموع المحتشدين بلقطات جوية، لتبيّن حجم الحاضرين، وبالتالي هيبة المناسبة وأبعادها وما أراد زعيم «الحزب التقدمي الإشتراكي» وليد جنبلاط تظهيره في هذه الذكرى.
نحن نتكلّم هنا عن تسليم نجله تيمور الزعامة الحزبية والطائفية! فقد ألبس «وليد بيك» نجله البكر العباءة الجنبلاطية والكوفية الفلسطينية، مطوّباً إياه زعيماً للحزب أمام الحشود. وبعد تلاوته مجموعة وصايا عائلية وسياسية، بدأت موجات السخرية على مواقع التواصل الإجتماعي ممّا شهدته هذه اللحظة من عودة إلى القرون الوسطى لحزب يدّعي أنه تقدّمي، بينما يُمعن في سياسة التوريث، ولا يجري أي خطوة إصلاحية.
هذه الخطوة، لاقت ستهجاناً من قبل ناشطي/ات المنصات الإجتماعية، الذين نشروا عبارات قاسية، سيّما مع صغر تجربة تيمور جنبلاط في السياسة حتى في الظهور الشعبي والإعلامي. رأى بعضهم أنّ هذه العباءة «أكبر من تيمور»، فيما صوّب آخرون على الكوفية الفلسطينية التي استخدمت في احتفال التنصيب وأُفرغت من مضمونها الحقيقي. وهناك من انصرف إلى نشر صور مركّبة ساخرة من «الزعيم» الجديد، مصوّبة على صغر سنّه، فيما انتشر المثل الشعبي: «فرخ البط عوّام».
بدوره، لم يسلم جنبلاط الأب من النقد والسخرية، إذ علّق أحدهم بالقول: «جنبلاط يملك أحدث سيارات، وأحدث الأجهزة الإلكترونية، وأحدث أجهزة الحماية الشخصية، ويورّث إبنه الزعامة على طريقة إنسان العصر الحجري».