الجزائر | ابتداءً من اليوم تستضيف «القاعة الحمراء» في المكتبة الوطنية الجزائرية «ملتقى فرانز فانون الدولي» الذي يستمرّ حتى التاسع من الشهر الحالي. موعد أرادته وزارة الثقافة الجزائرية مسايرةً للثورات العربية، لكن من زاوية أكثر هدوءاً. «الأبعاد الفلسفية في كتابات فرانز فانون»، و«الأبعاد السوسيوثقافية الحية في أفكار فانون»، هما المحوران الأساسيان اللذان ستبنى حولهما المداخلات العلميّة في الملتقى، باعتباره أبرز من آمنوا بأنّ مقاومة المستعمر تجري بالعنف.
سليمان حاشي رئيس دائرة الملتقيات العلمية في إطار تظاهرة «تلمسان عاصمة الثقافة الإسلامية 2011» استعرض في مؤتمر صحافي برنامج الملتقى الذي يقام في الذكرى الخمسين لاستقلال الجزائر.
وأوضح حاشي أن هذا الموعد العلمي، ذا الأبعاد الفلسفية، يحاول الإلمام بكل مسار الراحل وسيرته. إلى جانب النقاد والباحثين الذين سيتعاقبون على منصة القاعة الحمراء، ستكون هناك مداخلة لابنه أوليفييه فانون، تحت عنوان «فرانز فانون من فرنسا إلى عين الكرمة»، إلى جانب مشاركات لباحثين من فرنسا والولايات المتحدة، منهم الباحث الأميركي نيلسون مالدونادو ـــــ توريس، في مداخلة بعنوان «صدى فانون في أفريقيا»، والباحث الفرنسي ماتيو رونو في مداخلة عن «فرانز فانون وفكر رفض الاستعمار». ولا ينبغي أن ننسى المحاضرة الخاصة التي سيلقيها وزير الإعلام الجزائري الأسبق لمين بشيشي، وقد شغل المذكور رئاسة تحرير جريدة «المجاهد» التي أطلقها فانون من تونس، وكانت له فيها مساهمات علمية وأدبية، إضافة إلى ترؤس تحريرها لفترة. ستحمل مداخلة بشيشي عنوان «العمل الجماعي عند فانون ـــــ شاهد على التجربة». إلى جانب أشغال الملتقى، عملت وزارة الثقافة بالتنسيق مع «وكالة الإشعاع الثقافي» على فتح الأرشيف الذي تملكه المكتبات عن الراحل. وستُعرض أفلام وثائقية عن فانون، وصور نادرة للراحل توثّق أهمّ المحطّات في سيرته، منذ توليه إدارة قسم الأمراض العقلية في مستشفى «جوانفيل»، كما خصص الملتقى جناحاً للمؤلفات الصادرة عن فانون في الجزائر، إضافةً إلى قراءة في أعمال فانون ستقدمها بالعربية مديرة المعهد العالي للترجمة في الجزائر إنعام بيوض.