أمسيات شعريّة وموسيقيّة، ومناقشات، وندوات، وعروض أفلام تُقدَّم في الدورة الرابعة من «مهرجان عنبر وغودو للثقافة والفنون». انطلق البرنامج ليلة أمس في منزل الفنّان اللبناني أدهم الدمشقي، الذي بدأ بتنظيم هذا المهرجان سنويّاً، بشكل عفوي، بعد انفجار الرابع من آب (أغسطس) 2020، في محاولة لعلاج اضطراب ما بعد الصدمة الذي أصابه وكلبه غودو. في الوقت الحالي، يحاول الدمشقي عبر مهرجانه السنوي، أن يُعيد إحياء فكرة الصالونات الأدبيّة في بيروت «التي كانت توفّر مساحة للتفاعل بين المثقفين والفنانين والجمهور». كما يحاول التنويع في فعاليّات المهرجان حتّى يغطّي أكبر عدد من الأنشطة الثقافيّة. كانت البداية، ليلة أمس، مع المطربة تريز حواط، التي افتتحت الدورة الرابعة، بمجموعة من الأغاني الطربيّة المعروفة، وأحيت تراث الموسيقى العربيّة الأصيلة. أمّا بعد غد، فالموعد مع الكاتب والمخرج السينمائي سليم مراد، ليتحدث عن كتابه الذي صدر هذا العام، باللغة الفرنسيّة تحت عنوان !Blablasst, Solange. ثمّ تُكمل أنشطة المهرجان بفعاليتين يومَي الثلاثاء والخميس، حتّى 19 أيلول (سبتمبر).

قرّر الدمشقي أن يتضمن برنامج هذا العام، أنشطة تُعنى بالصحة النفسيّة والعقليّة، ليستضيف يوم الثلاثاء المقبل، المحلّلة النفسيّة ثروت دليقان، في حوار مفتوح مع الجمهور. كما يستضيف يوم 18 تمّوز (يوليو)، الأكاديميّة خلود الدمشقي، لتقدّم محاضرة تفاعليّة تحت عنوان «الشخصيّة السويّة، اضطرابات الشخصيّة، وكسر حاجز الوصمة». وفي شهر آب (أغسطس)، يزور المدرب جو باسط «عنبر»، ليرشد الحضور في جلسة تأمُّل. وعن أهميّة الأنشطة التي تطال الصحة النفسيّة، يقول الدمشقي: «يتميز مهرجان هذا العام، بجلسة تأمّل، فالثقافة ترتبط ارتباطاً عميقاً بالذات وطريقة التواصل معها. وعبر جلسات التأمُّل ومناقشات التوعية، نساعد المتردّدين على التواصل مع أنفسهم والتصالح معها، حتّى يتمكنوا من التواصل مع الآخرين وخلق الجذور».
تحافظ الأمسيات الشعريّة على مكانتها ضمن برنامج الدورة الرابعة، فتكون الأولى يوم الخميس 27 حزيران (يونيو)، مع الشاعر اللبناني هنري زغيب. كما لا يخلو المهرجان من عروض أفلام ومناقشات متمحورة حولها، فيَعرض يوم الثلاثاء 9 تمّوز، فيلمين قصيرين للمخرجة اللبنانيّة غنا عبّود، بعد حوار معها حول تجربتها السينمائيّة الاختباريّة بين عرسال وجرمانا. وفي 16 من الشهر نفسه، يُقدّم للحضور فيلم «يا عمري»، الذي يحمل توقيع المخرج هادي زكاك، الذي يتتبع جدته التي تجاوزت المئة عام من عمرها. ويتخلّل المهرجان، عرض الموسم الثامن من السلسلة الوثائقيّة «زيارة»، إلى جانب أفلام تجريبيّة شاعريّة من إنتاج «المختبر السينمائي للخلق بالحدس». يشتمل المهرجان، على لقاءات وحوارات ومحاضرات متنوّعة بمحتواها وشخصياتها، فيتضمن لقاءً حواريّاً يوم 11 تمّوز، مع الكاتب منير الحايك، ليقدّم قراءات من روايته الأخيرة «يوميّات عقيمة»، ثمّ يناقشه حول الرواية، الأكاديميان أحمد هاشم وسماح ظاهرة والصحافيّة ناهلة سلامة.
ويقع اختيار الدمشقي، على يوم 23 تمّوز، ليكون يوم استذكار للفنّان التشكيلي الراحل حليم جرداق، فيعرض أعماله ويستقبل نخبة من الفنانين والنقّاد الذين عاصروه، ليتحدثوا عن فنّه وعلاقتهم الفنيّة به. أمّا اللافت هذا العام، فهي ورشة العمل التي تُقدمها الصحافيّة ناهلة سلامة يوم 8 آب، تحت عنوان «من الفكرة إلى المحتوى»، لتستعرض أُسس صناعة المحتوى على مواقع التواصل الاجتماعي. تبرُز هذه الورشة، اهتمام مهرجان «عنبر وغودو» بمواكبة التطور الذي يحدث حوله، وعن هذا، يقول الدمشقي: «عصر السوشل ميديا كأنّه شيطان هذا العصر، لكن في الحقيقة، فالمسؤوليّة تقع علينا في استثمار هذا التطوّر بطريقة إيجابيّة، وإطلاق ورشة عمل معنيّة بهذه المواقع من مهرجان ثقافي، هو محاولة لتعزيز المحتوى الثقافي المتداول عليها». يحتضن منزل الفنّان، مختلف الفئات العمريّة، وجميع المهتمين بالأنشطة الثقافيّة، بشكل مجّاني رغم استمرار الدمشقي في تقديم الفعاليّات بمجهود شخصي منه. وقد حصل هذا العام على منحة «بيريت»، ليؤمّن الإضاءة التي تحتاجها الفعاليّات وبعض الأمور اللوجستيّة الأُخرى. ورغم أنّ المهرجان يُرحّب بالجميع، إلّا أنّ الحجز ضروري، فقدرة استيعاب المنزل، لا تتعدى الخمسين زائراً. تطال الدورة الرابعة من المهرجان، الأنشطة الثقافيّة على أنواعها. ويستمر إصرار الفنّان أدهم الدمشقي وصديقه الكلب غودو، على استمداد قوتهما من التظاهرات الثقافيّة التي تهدف إلى إشراك سكّان المدينة التي حلّت عليها المصائب.

«مهرجان عنبر وغودو للثقافة والفنون»: كلّ ثلاثاء وخميس حتّى 19 أيلول (سبتمبر) - «عنبر» (منزل الفنّان أدهم الدمشقي، الجعيتاوي ـ الأشرفية). للاستعلام: 70/604353