دارت عجلة المهرجانات المحلية التي ستقام هذا الصيف في مناطق شمال بيروت، بينما الوضع هو النقيض تماماً في مناطق أخرى، حيث جمّدت بعض المهرجانات أنشطتها بسبب العدوان الإسرائيلي. فقد أعلنت «مهرجانات بيت الدين الدولية» أخيراً عن غياب دورتها هذا العام بسبب الإبادة الجماعية المستمرة في غزة منذ السابع من تشرين الأول (أكتوبر) الماضي والعدوان الإسرائيلي في الجنوب. في المقابل، كشفت كل من «مهرجانات جبيل» و«إهدنيات» عن برنامجهما الفني، والتحقت بهما أخيراً «مهرجانات البترون» (محافظة الشمال)، معلنة عن سهراتها الصيفية التي تتنوّع بين الفنّ والترفيه والثقافة.هكذا، يواصل القائمون على مدينة البترون تقديم مواسم ناجحة من الحدث الفني الذي يخاطبون فيه الأذواق كافة. كما تترافق تلك الأنشطة مع حملة سياحية مدروسة، جعلت من المدينة مقصداً للسيّاح حول العالم. فقد استضاف المهرجان سابقاً أهم الفنانين العرب والأجانب على رأسهم الفنان الفرنسي الراحل شارل أزنافور (1924ـــــ 2018) الذي قدّم حفلة في عام 2015، بينما حضرت كارول سماحة في أحد مواسمه، وكان جورج خباز نجم «البترون» العام الماضي في عمل مسرحي لفت الانتباه. في هذا السياق، تتحدّى البترون الظروف الأمنية في لبنان هذا العام، وقرّرت خوض المنافسة على طريقتها الخاصة ببرنامج فني واسع. أول من أمس، أعلن جبران باسيل عن افتتاح المهرجانات بحضور وزير السياحة وليد نصار، ووزير الإعلام زياد مكاري، ورئيس بلدية البترون مارسيلينو الحرك. كان اللقاء بعيداً عن السياسة، وكان الإجماع على إقامة المهرجان رغم كل الظروف الصعبة والمحيطة. وهذا الأمر يعتبر مغامرة في ظلّ ما يمرّ به البلد من اعتداءات إسرائيلية. من هذا المنطلق، تقدّم «البترون» هذا العام برنامجاً متنوعاً تخاطب فيه الشباب والكبار، وتقدم مروحة أنشطة ثقافية تعرض فيها سلسلة أفلام، كذلك تحتضن المدينة النشاطات الرياضية والترفيهية، إلى جانب السهرات المتنوعة لأهم المغنين الشباب. ينطلق «مهرجان البترون» في 5 و6 تموز (يوليو) المقبل مع مهرجان البيرة والنبيذ والمأكولات البحرية. أما المحطة الثانية، فستكون مع المغني الأردني المعروف بـ «الأخرس» في سهرة ستقام في 12 تموز. تليها سهرة فنية في 13 منه مع المغني السوري عبد الرحمن فوّاز الملقّب بـ «الشامي». وتعتبر حفلة الشامي الثانية له في مهرجانات لبنان هذا الصيف، إذ يطل أيضاً في «مهرجان أعياد بيروت»، في سهرة تقام في 30 تموز.
يتابع «البترون» نشاطاته، فيطل عمر غدي الرحباني في حفلة يقدمها ليلة 12 تموز، بينما يلتقي المايسترو لبنان بعلبكي جمهوره في 26 تموز. في السياق نفسه، تشهد البترون سلسلة أنشطة مائية وثقافية من بينها نشاط Batroun photos الذي يقام بين 21 تموز و31 آب (أغسطس) المقبل، حيث تتحول مدينة البترون إلى معرض صور التقطها مصوّرون محترفون يزيّنون شوارعها وجدرانها. وفي منتصف شهر آب، يلتقي محبو البترون على شاطئ البحصة مع نشاط رياضي بحري بعنوان
Wind Rose 2024. Batroun capital of sailing. تختتم فعاليات هذا الصيف مع مهرجان «الأفلام القصيرة المتوسطية» التي تعرض من 5 إلى 8 أيلول (سبتمبر) المقبل. وتعتبر هذه المحطة البترونية مهمة بالنسبة إلى مهرجان «الأفلام القصيرة المتوسطية» تمهيداً لمشاركته في مهرجانات عالمية متنوعة.