بعد تحرير تلك النواحياستقلَّيت ُ سيارتي وانطلقتُ جنوباً
وصلتُ إلى النبطية عند الصباح
وكان ربيعٌ عجوزٌ يغادرُ حقلاً من القمح
والصيفُ ينقضّ من جندبٍ صاخب.
أوليس جنوناً؟!

أطفال من جنوب لبنان يلعبون في الحقول ويشاهدون الطائرات الحربية المعادية خلال إستهدافها النبطية ومحيط قلعة الشقيف أرنون خلال إجتياح عام 1982 (عن صفحة «النبطية حاضرة جبل عامل»)


بقيتم هنا طيلة «الاجتياح»؟!
إذاً كيف حالكِ؟
بل كيف أمُّك؟ هل لا تزال تعاني من الرَّبو؟
والدُك؟
الإخوة؟
الأقربون؟
وهل تقرئين؟
أجْلَسَتني على شرفة ِالبيت في مقعد ٍ يتأرجحُ
وانصرفت ْ تطبخ ُ الشاي
ما أبدع هذا النهار!
أَلَكُم هذه الأرض؟ هذي الحديقة؟ هذا النسيم العليل؟ الضياءُ القويُّ على الصخر؟ تلك العصافير؟

* حسن عبدالله ــ من مجموعة بعنوان «ظل الظل» تصدر قريباً عن «دار الرافدين»