استقبل الوسط الثقافي التونسي بكثير من الارتياح موقف المخرجة كوثر بن هنية (1977) في احتفال توزيع جوائز «السيزار» في نسختها التاسعة والأربعين في باريس مساء الجمعة عندما طالبت بوقف المذبحة في غزة، قائلةً: «إن وقف قتل الأطفال أصبح مطلباً جذرياً» و«المذبحة يجب أن تتوقف». وأشارت المخرجة التونسية التي ولدت في مدينة سيدي بوزيد التي كانت منطلق الإحتجاجات الغاضبة التي أسقطت نظام بن علي في شتاء 2010، أنّ المذبحة اليوم تنقل على هواتفنا وحان الوقت أن تتوقّف. كما عرّجت على قتل الصحافيين في غزّة الذي لم يسبق حدوثه في التاريخ. وتعدّ كوثر بن هنية المقيمة في باريس اليوم من أبرز المخرجين التونسيين. أما فيلم «بنات ألفة» المتوّج بجائزة «السيزار»، فقد حصد ثلاث جوائز في «مهرجان كان» في نسخته عام 2023 وحاز جوائز أخرى مثل «جائزة الشرق» لأفضل فيلم وثائقي في «مهرجان البحر الأحمر»، وأفضل فيلم وثائقي في «مهرجان غوثام الدولي». يعالج هذا الفيلم مأساة ما عرف في تونس بـ «جهاد النكاح» الذي كانت وراءه حركة «النهضة» في 2012 عندما تولت الحكم وشجّعت الشباب والفتيات على الالتحاق بالارهابيين في سوريا. تكمن أهمية الفيلم ( 110د ) في أنّه جمع بين التسجيلي والروائي من خلال قصة حقيقية حدثت في تونس عندما فقدت ألفة الأمّ لأربع بنات، اثنتين منهن قبل أن تكتشف أنهما غادرتا إلى سوريا!