في بداية شبابنا في أول السبعينيات، ظهرت الموجة الجديدة في السينما اللبنانية، كنا نعتبر آنذاك محمد سلمان «دقة قديمة» ويعتمد في أفلامه على توليفات شعبية وقصص تتمحور حول أغنيات تقدّمها صباح أو فهد بلان أو سميرة توفيق. مع الوقت وبعدما بدأت أبحاثي عن السينما اللبنانية، اكتشفت من جديد هذه الشخصية ذات القدرة الفريدة. بدأ عمله في عمر باكر، ودفعه شغفه وحبه للسينما في رحلة طويلة كانت أولى خطواتها السفر إلى مصر. وكان من ثمارها إنتاج مجموعة من الأفلام في القاهرة وبغداد وبيروت مع ممثلين من لبنان منهم زوجته الأولى نورهان ومن ثم نجاح سلام. عمل سلمان في نظم وتلحين الأغنيات، ولعبت أناشيده الوطنية في مصر وسوريا دوراً أساسياً. يوجد عنده قدرة غريبة على الخلق والعمل على تطوير ذاته استمرت حتى في سنواته الأخيرة. لكن لعل ظروف الحرب لم تساعد في أن تنال أواخر أعماله الانتشار التي تستحق.
* الناشر عبودي أبو جودي