وأشار البيان إلى ضرورة اعتبار الـذكرى الــ 50 لاستشهاد كنفاني «محطة نضاليّة هامّة للتضامن الأمميّ مع الحقوق الوطنيّة المشروعة للشعب الفلسطيني ونضاله المتواصل من أجل العودة والتحرير، وكذلك تسليط الضوء على نضالات الحركة الأسيرة الفلسطينية في سجون الاحتلال ودور فلسطينيّي الشتات ونضالهم وإبداعهم الثقافيّ والفني على المستويات كافة».
واعتبرت الحركتان هذه المناسبة فرصة مؤاتية لمُضاعفة طاقة الشباب الفلسطيني ودوره المركزي في قيادة حركة النّضال الثوري والتجديد الشامل، وكشف الجرائم الصهيونية بحق الصحافيين والصحافيات في فلسطين المحتلة.
غسّان كنفاني المولود في مدينة عكا المُحتلّة في التاسع من أبريل (نسيان) 1936، هُجِّرت عائلته إلى لبنان عام 1948 ثم إلى مخيمات سوريا وهو في الثانية عشرة من عمره. التحق بجامعة دمشق (قسم الآداب)، ودرس سنتين قبل أن يجري فصله من الجامعة لأسبابٍ سياسية، غادر بعدها إلى الكويت للعمل مُدرساً، وأقام فيها سنوات عدة. عاد بعدها إلى بيروت للعمل الصحافي والنشاط السياسي والثقافي في إطار «حركة القوميين العرب». وكان كنفاني الشاب كاتباً وصحافياً ومناضلاً من طراز ثوري خاص. تولّى إدارة وتحرير صُحف عربيّة يوميّة في سنّ باكرة، وبقي حاضراً وفاعلاً في المشهد الثقافي العربي، ويَعتبره القُراء والنُّقاد العرب أحد أهم الأصوات والرموز الثورية والثقافيّة التي استطاعت التعبير عن واقع القضيّة الفلسطينيّة ونقل مُعاناة الشعب الفلسطيني إلى العالم عبر لغته النقدية الواضحة وأسلوبه البسيط والعميق.
ترك كنفاني ثروة فكريّة وأدبيّة هائلة تجاوزت 22 عَملاً في الرواية والقصّة القصيرة والمسرحيّة والدراسات السياسيّة والفكريّة، فضلاً عن أعماله الفنيّة في الرسم والمُلصق السياسي الثوري والمقالة اليوميّة. كما شارك في النّضال السياسيّ والجماهيري من خلال نشاطه في «حركة القوميين العرب» وتأسيس «الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين» حيث تولّى مسؤولية إدارة تحرير مجلة «الهدف» الناطقة باسم الجبهة عام 1969 وترأّس هيئة تحريرها حتى استشهاده. ونُقِلَت أعماله إلى أكثر من 20 لغة أجنبيّة.