خلال العام الماضي، أصدرت «دار الرافدين» عدداً من القواميس التي تعنى بتخصصات متنوعة في العلوم الإنسانية والاقتصادية، يضم كلّ منها مئات التعريفات والمقالات والمراجع الببليوغرافية التي توفر للقارئ المتخصص بانوراما تطلّ على الموضوع الذي تتناوله على نحو شامل. هذه القواميس المترجمة عن الفرنسية جزء من مجموعة Dunod في باريس، التي أطلقت سلسلة من المعاجم الثقافية بدأت منذ عام 2000 صدر منها إلى اليوم 34 كتاباً. وقد نقلت «الرافدين» منها إلى العربية «قاموس النقد الأدبي» بترجمة محمد بكّاي. أما «الشعرية» و«التداولية» و «الفكر السياسي» فنقلها المترجم لطفي السيد منصور. ويصدر قريباً «قاموس الترجمة»، إلى جانب قاموسي «علوم اللغة» و«الفلسفة». وهذان يصدران في الربع الثاني من العام الحالي.
يتخصّص «قاموس الترجمة» (وضعه المترجمان ألبير بولو وستيفان أوري) في النقل باللغتين الفرنسية والإسبانية، وينفرد عن القواميس الأخرى بأنه لا يعود إلى المصطلحات القديمة بل يتعامل مع لغة عصرنا فقط، ويوضحها بعبارات أصلية مأخوذة من الأدب والصحافة ومن الإنترنت.
في « قاموس علوم اللغة»، الذي وضعه أستاذ اللغويات فرانك نوفو، يتم التعامل مع المصطلحات اللغوية على أنها كلمات يختلف استخدامها بمرور الوقت، وكل إدخال مصحوب بعلامة تهدف إلى تحديد المجالات الرئيسية لتطبيق المصطلح. يضم القاموس كذلك اقتباسات توضح سياقات المفاهيم اللغوية، إضافة إلى قائمة ببليوغرافية أساسية.
بالنسبة إلى «قاموس الفلسفة»، من تأليف أستاذتي الفلسفة نويلا باراكان وآن بودار، فهو كما تصفه الدار الفرنسية لا يُعرّف من أجل التعريف، مثل العديد من أعمال التجميع، بل إنه يحدد المعاني الأساسية للمفاهيم من خلال الاستشهاد بالنصوص الرئيسية التي يستخدم فيها.
أما «قاموس النقد الأدبي» الذي صدر سابقاً، من تأليف أستاذة اللغويات جويل جارد تامين وأستاذة المسرح المعاصر ماري كلود هوبير، فيضمّ المفاهيم الرئيسية في هذا الحقل المعرفي، ويقدم أمثلة توضحها والمراجع الببليوغرافية الأساسية. وتكمن أهميته في أنه يستعير مفاهيمه من التيارات النقدية المختلفة، سواء من المجال الأدبي أو اللغوي أو تاريخ الأدب والنقد النصي ودراسات السرد والمسرح والشعر.
ويشمل «قاموس الشعرية»، الذي وضعه كل من أستاذي الأدب باتريس سولير وشانتال لابر، النظريات حول موضوع الشعرية وتطبيقاتها ويمتد في النماذج التي يقدمها من العصور القديمة إلى العصر الحديث، في حين يعرض «قاموس الفكر السياسي»، الذي وضعه أستاذي الفلسفة والعلوم السياسية أوليفيه ناي ويوهان ميشيل، بشكل بسيط التيارات الرئيسية للأفكار والنقاشات الفلسفية الكبرى، والمؤلفين الرئيسيين للفكر السياسي الغربي. ويتطرق إلى مجموعة واسعة جداً من الموضوعات: فلسفة القدماء، ومذاهب العصور الوسطى، وعصر النهضة، ومشاريع التنوير، ومواضيع السلطة والعدالة والدولة والأمة والديمقراطية والاشتراكية والليبرالية والشمولية والطائفية.
يذكر أن السلسلة الفرنسية تضم أيضاً قواميس تتناول مواضيع العلمانية، والعلوم الاجتماعية، ونقد العولمة، واللامساواة، والهجرة، والتضليل، والرياضة، والمخاطرة، والصين المعاصرة، والهند المعاصرة، إلى جانب قاموس مخصص لموضوع الآخر والتبادل الثقافي.