«فْتاح ديواني/ ولا تنساني/ وإنتي وعمْ تقرا:/ بتقراني!/ لابس عَبَا فَيِّ السنديانه:/ وقاعد تحت بَلُّوط لِغْناني!». «نوَّست تحت القلب ونْطرتِكْ» مجموعة شعريّة جديدة ـ بالمحكيّة ـ للشاعر جرمانوس جرمانوس، إبن كرم المهر» لبنان: قصائد لها، وقصائد للبيت الفقير، وقصائد لأحبّة وأصدقاء شعراً وحياة.
للأهل وللغيّاب ولو في الموت: «جايينْ/ لولا تْأخّروا/ جايينْ!/ خْيالاتهُن بَيدر شمس تشرينْ/ وصواتهنْ:/ بالعمر هنّي ورايحينْ/ بين الصدا وبين المسافه مْعلّقينْ!/ بتذكّرُنْ:/ كلّ الّلي راحوا من سنينْ/ بقعد لَ حالي بْفَكّرُنْ:/ وِصْلوا شوَيّه ع المَوت.../ وْراجعينْ»، فالأحبّة ماثلون، لا يعرف الشاعر جرمانوس ما الموت سوى فاصلة تعقبها فوراً قيامة، وللبيت الفقير يقول: «يا بيتنا:/ إنتي بغربال الفقرْ غطّيتنا».
وإذا أطلق جرمانوس عنان النظرة إلى جلجلةٍ في بلدة معلولا السريانيّة الصلوات، التي كم تألّمتْ، سيقول: «يدقّ قلبي ألف شَوكِة هَمّ/ ولا تْدقّ شَوكه تْراب معلولا». وإذا استخلص في دروب العمر، فإنّه سيقول: «وما في قيامه بْدون ما تْدوق القبرْ».
أربعة فصول: «فِتتْ ع جسْمِك طلعْلي خَصِرْ»، «ميّ مليانه عطش»، «سميي الزغير ـ بدّك تَ نِتبادل أسماينا؟» و«غابات الرفاق»: القسمة عادلة في عدد الأجنحة، وفي الكلّ: الشاعر هو إبن الطبيعة بإمتياز، وصديق الطيور بجدارة، وفيه عابر السبيل، وفيه الذي يطلّ على المدينة بكلّ طبيعته: «حاطط ع راسو التلج برنيطه/ ولابس عباية صوف لغطيطه». وفيه الكثير من جميله: «ومتل السليق تكوّموا ديّاتها»، ما ألطف هذا التصوير.
جرمانوس جرمانوس في ديوانه الخامس بعد «حبر أبيض»، «حطّاب الضباب»، «بسهر أنا وايّاك لطلوع الحمام» و«الليل مهرة والقمر خيّال»، دائماً يقول حكايته، مسافته. بعيدُ الصورة، همسته في أذن الحياة، ودائماً مصباحه الشعر إلى الحياة وبأقصى الحبّ كما يليق بالشاعر حتى من حقّه قوله: «ويمكن تجي تسلّم قصيده عليك/ لا تشدّ ع إيدا... بتكسرني».
حكاية جرمانوس في مجموعته الجديدة (132 صفحة ـ القطع الوسط وغلاف علي علّوش ـ مطبعة القارح) لا تكتمل بغير شمس الرفاق: الخوري عبّود جبرايل، طوني أيّوب، أسعد جوان، جوزف أبي ضاهر، محسن أ يمين، نهيد الدرجاني، فوزي يمين، سمير خليفة، حبيب يونس وشيبان سعادة، والجميع في ما يشير صوب الأجمل، أو كما يقول جرمانوس ذاته: «وشو الذكريات؟ رفاق!/ وشو العمر؟ ريحة أهل!».