سواء في حياته أو بعد رحيله، شغلت سيرة جيمس بالدوين (1924 – 1987) عدداً من الكتاب والمؤلّفين والصحافيين والمخرجين ممن وثّقوا لفصول من حياته، وتجربته الأدبية بين الكتابة النضالية والرواية والمسرح والمقالات. آخرون استعادوا راهنيّة نقاشاته وأفكاره حول الهويات العرقية والجنسية وغيرها من الأفكار التي طرحها الكاتب الأفرو أميركي. غير أن Talking at the Gates تعدّ من أبرز السير، كتبها صديق بالدوين الكاتب الإسكتلندي جيمس كامبل الذي قابل عدداً من أصدقاء بالدوين من ناشطين وكتاب وفنانين. بالإضافة إلى هذه الشهادات الشخصيّة، يرصد الكتاب بعض علاقات بالدوين مع أبرز وجوه تلك الفترة منهم الممثّل الأميركي مارلون براندو، والكاتب ريتشارد رايت والقائد مارتن لوثر كينغ.... وما يتفرّد به الكتاب هو تغطيته للخطر الذي كان يحدق ببالدوين في أميركا، إذ أنها السيرة الأولى التي استطاعت أن تصل إلى وثائق من ملفّ الكاتب لدى الـ FBI تأتي كوثيقة عن الأجواء المرعبة التي عاشها الكاتب في بلاده ودفعته إلى مغادرتها لسنوات طويلة متجهاً إلى باريس، الخطر نفسه الذي هدّد ونال من أبناء الجلد الأسود في أميركا في تلك الحقبة القاتمة من تاريخها. هذا الشهر ستصدر عن University of California Press نسخة جديدة من السيرة التي نشرت للمرّة الأولى سنة 2002. تتضمّن الطبعة الحالية مقدمة جديدة تتطرّق إلى التطورات الأخيرة في صورة بالدوين وموقعه الأدبي في السنوات الأخيرة بالتزامن مع ما شهدته أميركا من هجمات على السود، والاحتجاجات التي تلتها. كما تضاف إليها مقابلة لم تنشر من قبل مع الكاتب الأميركي نورمان ميلر الذي جمعته علاقة أدبية وشخصية متخبّطة ببالدوين.